
نظرية المعرفة في مشروع إقبال الفكري
Author(s) -
ايمان عبد الحميد محمد الدباغ
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.1243
Subject(s) - philosophy
نظرية المعرفة هي منظومة معرفية فلسفية فكرية حديثة, يرجع تاريخ ظهورها إلى ثلاثة قرون مضت على يد عدد من فلاسفة الغرب, إذ أدركوا ان المعرفة وحدة ثابتة متكاملة لا تتغير مروراً بأرسطو وفلاسفة العصور الوسطى المسيحية ومفكري وفلاسفة المسلمين, إلا أنهم لم يدركوا في حينها ان المعرفة يمكن أن تؤلف فرعاً مستقلاً في العلوم الفلسفية. وقد واجهت نظرية المعرفة ضغوط مزاحمتها الحضارة الغربية لاسيما حول حصر مفهوم العلم في الجانب التجريبي وإقصاء البحوث الفلسفية والدينية والإنسانية عن وصف العلمية بحجة كونها مسائل غيبية لا يمكن إخضاعها للتجارب المخبرية. لذلك جاءت دراسة نظرية المعرفة في مشروع محمد إقبال[i] الفكري لبيان الرؤية الإسلامية لنظرية المعرفة التي تعد مدخل معرفي للفكر البشري عموماً, إذ أعاد صياغة مصادرها وأنواعها ومنهجية وظيفتها في تحديد مسار الرؤية الكونية والإيديولوجية للإنسان بشكل علمي ضمن إطار ذات بعد كوني يشتمل على الغائية الإلهية في الكون والحياة والحركة, والرد على النظريات والرؤى المتباينة التي لا تتوافق مع هذا السياق.
إن رغبة إقبال في تأصيل وتجديد الفكر الفلسفي الإسلامي وترسيخ البعد الفلسفي في أفكاره وتأملاته, ومحاولة الأخذ بها نحو ناصية الإبداع لاسيما بعد ان حصر رؤيته الإسلامية نحو الحياة والكون والإنسان, هي محاولة جادة منه في ترسيخ المهمة الفكرية والمعرفية للمسلم في العصر الحديث, إلا أن محاولته في الإشارة إلى نظرية المعرفة كمحاولات غيره من فلاسفة الفكر الإسلامي جاءت مادتها موزعة بين ثنايا أفكاره الفلسفية وتحتاج إلى الكثير من الإيضاح, لذلك جاءت هذه الدراسة كضرورة علمية لبيان نظرية المعرفة عند إقبال بشكل مستقل ومنهجي. تألفت الدراسة من ثلاثة محاور وخاتمة, تناول المحور الأول مفهوم نظرية المعرفة ومصادرها أشرنا فيه إلى مفهوم النظرية وعلاقتها بالمعرفة الإنسانية, أما مصادر النظرية فهي الوحي والإنسان والعقل والكون, أما المحور الثاني فخصص عن أنواع نظرية المعرفة ومناهج البحث فيها, وفيه إشارة إلى أنواع نظرية المعرفة التي تختلف باختلاف مستوى الإدراك كالمعرفة الحسية, والقلبية, والصوفية, والفلسفية, والشعورية, أما مناهج البحث فهي متعددة أهمها المنهج الاستدلالي والمنهج التجريبي, في حين أشار المحور الثالث إلى دوائر نظرية المعرفة وغايتها, إذ تناولت دوائر النظرية إلى الكون وما ورائه والظواهر الطبيعية في أصل الكون والذات, أما غاية النظرية فهي تحقيق البعد الحضاري والسعي لتحقيق السعادة البشرية, ثم الخاتمة فقد نصت على أهم النتائج التي أفرزتها هذه الدراسة.
[i] ولد محمد إقبال (1877-1938) في سيالكوت وتتلمذ على يد علمائها, ثم رحل إلى لاهور ليدرس الفلسفة والقانون وحصل على شهادة الماجستير في الفلسفة الإسلامية, ثم حصل على شهادة في فلسفة الأخلاق والقانون في لندن من جامعة كامبريدج, سافر بعد ذلك إلى ألمانيا لدراسة الدكتوراه في بحثه( تطور ما وراء الطبيعة في إيران) عام 1908, عاد إلى وطنه ليمارس عمله الوظيفي من خلال التدريس في الجامعة وممارسة المحاماة وكتابة الشعر والفلسفة الإسلامية , فوصلت أعماله وداوينه إلى ثمانية عشر عملاً وديواناً لذلك اعتبر إقبال أهم مفكري القرن العشرين الذين اثروا في الأدب والفكر والسياسة على السواء, للمزيد ينظر: خديجة جعفر, "العلامة محمد إقبال, حياته وأعماله 1877-1938", شبكة الاتصالات العالمية الانترنيت www.alhayat.com.