
موقف الفكر الإسلامي المعاصر من المنجز الفلسفي الكانطي
Author(s) -
عمار عبد الكاظم رومي
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.1240
Subject(s) - medicine
مقدمة:
يمكن تصنيف الفكر الإسلامي المعاصر ، بوصفهم نتاج منظومة العقل العرفاني1 ، الذي يؤمن بأسبقية الحدس على العقل، و لكن هذه المنظومة العرفانية الخاصة بهذه الطبقة ، تقف بمقابل منظومتي البيان2 و البرهان3 ، و التي تحركت من خلالهما الكانطية العربية . و لكن هذه المنظومة أذا كانت تشكل الاطار العام للتفكير لدى محمد حسين الطبطبائي 4 و مرتضى مطهري 5 و محمد باقر الصدر 6 ، و لكنها لا تعني بذات الوقت ، الالتزام الحرفي بمتطلبات العقل العرفاني ، او نفي بعض الاراء الفلسفية التي تؤشر فروقات في الاليات و المنهج و الغاية ، و هذه الاختلافات التي ترجع بشكل اساسي الى التعديل الذي طرأ على منظومة العقل العرفاني في مرحلة السينوية7 الى التغيير الذي حدث العقل العرفاني في مرحلة الشيرازية8. و أن مفكري الطبقة الكانطية الاسلامية اقرب الى اللحظة الشيرازية من العقل العرفاني الى اللحظة السينوية من العقل العرفاني ، و فيه تم الاقتراب بشدة من منظومة البرهان ، فاصبحت هذه الطبقة من المفكرين ، تشتغل بمنظومتي العرفان و البرهان ، فتم تأسيس العرفان على البرهان ، بمعنى انه قد أصبحت المعرفة الجديدة قائمة على معطيات و مسلمات وبديهيات ، يمكن البرهنة عليها منطقيا وفلسفيا ، و هذا التأسيس الجديد الذي طرأ على منظومة العقل العرفاني ، في تعاطي طبقة الكانطية الاسلامية . فقد عانت الكانطية الاسلامية من التشكل في ثلاثة ادوار ، من التعاطي مع النص الكانطي ، و هذه الادوار الثلاثة ، قد كان فيها التأكيد على اهمية القراءة الانطولوجية ، أي بمعنى اعطاء دور مضاعف للبعد الوجودي للفلسفة الكانطية، من دون الاهتمام كثيرا بالبعد الابستمولوجي ، وهذه الادوار الثلاثة هي لحظة محمد حسين الطبطبائي ، أي الدور الاول للقراءة الانطولوجية للنص الكانطي ، في هذا الدور الاول ، تعاطى طبطبائي مع النص الكانطي كما هو ، من دون الدخول في مناقشة او تحليل او نقد ، و انما اخذ النص كما هو ، باعتباره مسلمة من مسلمات التفكير ، و لكن هذه المسلمة ، احيانا تدرس من خلال الرؤية الشيرازية للمعرفة . و اما الدور الثاني ، و هي لحظة مطهري ، فقد غادرت هذه اللحظة ، لحظة الطبطبائي ، فقد مارس مطهري اعادة قراءة للمنجز الكانطي ، فلم يكتفي فقط بالعرض، الذي حدث في اللحظة الاولى ، و ايضا وضع مطهري اشارات حول النص الكانطي و جهازه المفاهيمي . واما في الدور الثالث، وهي لحظة محمد باقر الصدر ، فقد تم فيها مغادرة اللحظتين السابقتين ، أي لحظة العرض مع الطبطبائي و لحظة اعادة القراءة مع مطهري ، الى لحظة النقد . وكان هذا النقد الموجه الى النص الكانطي ، نقدا يتعاطى مع النص الكانطي من خلال النص الشيرازي ، فكان النقد ، نقدا للرؤية الانطولوجية للعالم ، و الى امكانية المعرفة و حدودها ، لدى كانط .