
الرؤى المجتمعية لتنامي ظاهرة الارهاب بعد عام 2014 واستراتيجيات المواجهة دراسة بينية ميدانية حسب وجهة نظر بعض القيادات المحلية في محافظة الانبار
Author(s) -
أ.م. د. صالح شبيب محمد,
أ.م. د. نبيل جاسم محمد
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.1229
Subject(s) - computer science
المقدمة:
يعد الارهاب من الظواهر الاجتماعية الخطيرة والمعقدة, بل اضحت ملازمة وبشده للمجتمعات العربية, وهو ليس وليد الصدفة بل وجوده مرتبط بانهيار منظومة القيم والمعايير الاجتماعية الضابطة لسلوكيات الفرد من جهة والتفسير الخاطئ لمبادئ واسس وثوابت الاسلام من جهة اخرى. وقد تعددت الاسباب المؤدية الى هذا السلوك المرفوض مجتمعيا بين سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وديني....الخ. واصبح الارهاب يشكل خطرا كبيرا يهدد البنية الاجتماعية في البلدان العربية بصورة عامة, وعلى المستوى المحلي بصورة خاصة, ولعل ما جرى ويجري في العراق خير مثال على ذلك.
فلا يزال المجتمع العراقي يمر بحالة من الاضطراب والتفكك بعد مرور اربعة اعوام على أزمة الارهاب والتهديدات المستمرة والقتال والتدمير والتهجير الذي طال ستة محافظات عراقية، وفي ظل تدهور الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والسياسية....الخ، وتناميها بشكل كبير وخطير في ذات الوقت، وهذا ما اسهم في تنامي حجم التحديات التي باتت تهدد البنية الاجتماعية والنسيج الاجتماعي. وفي ظل هذا وذاك، بدأ الاهتمام يتزايد بدراسة هذه الظاهرة, لكن المشكل ان اغلب الدراسات لم تمس الحقيقة والواقع بشكل معمق, سيما وانها اما ان تكون نظرية بحته او تكون في مجتمع لم ينتشر فيه الارهاب, ولهذا يبدأ الباحث بالتحليل عن بعد, وهذا ما اسهم في ضعف الدراسات الامبيريقة حول الارهاب. اما هذه الدراسة فقد ولدت من رحم المأساة والمعاناة والجوع والفقر والتدمير بشقية الاجتماعي والنفسي, نشأت واكتملت الدراسة في مجتمع اعتبره العديد بانه هو بؤرة الارهاب او الارهاب بعينه. سيما وان الدراسة شملت العديد من القيادات المحلية في محافظة الانبار, كذلك شملت بعض الافراد الذين بقوا في مناطقهم اثناء وجود الجماعات الارهابية في الانبار. علما انني لا املك حلولا سحرية يمكن ان يتغير بها المجتمع في ليلة وضحاها, الا ان الاحساس بوجود المشكلة هو بداية الطريق نحو وضع المعالجات العلمية التي ستشكل نقلة نوعية لو توفرت لها مقومات النجاح على المستوى المحلي والمركزي.