المرأة في الأديان السماوية والسنة النبوية الشريفة (قراءة لمكانة المرأة في سوسيولوجيا الدين)

على الرّغم من كثرة الأدبيات التي عالجت قضية المرأة ومساواتها مع الرجل بمختلف جوانب الحياة إلا أنّ المدقق في التاريخ، وفي النظريات الانثروبولوجية المعاصرة يجد أنّها لم تعد المرأة في موقعها الذي كانت تحلم فيه، ولا الدور الذي كانت ضالعة فيه منذ فجر التاريخ. فعند البحث في دور المرأة ومكانتها في التاريخ نحتاج فيه إلى نظرة موسعة في موروثات الشعوب الثقافية ومن أهمها: التأكيد على الأساطير المثلى المستمدة من عوامل الثقافة والزمن والبيئة التي أفرزتها الأساطير التي تعكس واقع الشعوب ونفسيّة الإنسان فيها وأماله وحتّى ألامه، وبما أنّها كذلك فإنَه يمكنننا استقراء ذلك الموقع المتميز الذي اضطلعت به المرأة في بداية تاريخ البشرية ،فلقد عكس لنا التاريخ تصوراً عن المكانة التي حضت بها المرأة سواء السياسية أو الاجتماعية ، بل وابعد من ذلك ،فقد وصلت المرأة ما وصلت إليه من مراكز القيادة والملك وتربعت على عرش بعض الدول لفترة طويلة وكانت هي العنصر الأكثر فعالية في المجتمع القديم ،بل ومحور نشاطه. أمّا اضطهاد المرأة لم يكن سائداً في المجتمعات العربية وهذا ما نلاحظه في صورة الملكتين اللتين أثبتتا وجودهما في التاريخ العربي ولازلنا لحد ألان نشهد لهما بكل فخر واعتزاز أنهما (الملكة بلقيس ملكة سبأ، والملكة زنوبيا ملكة تدمر). نلاحظ أنّ اغلب التماثيل الشرقية والنصوص المكتوبة على جدران المعابد على الألواح الطينية، هي خير شاهد على واقع المرأة كآلهة ،فلا تكاد تخلو حضارة الإلهة، المؤنثة مثل (عشتار– اللات- مناه). أن الفرضية التي ترى أن النظام الأولي للعائلة نظاماً أبوياً قد فندتها الدراسات الانثروبولوجية والتاريخية الحديثة من خلال استبصار مكانة قيم الأنوثة والأمومة في العالم القديم بل أنّ هذه الدراسات تقول: أن النظام الأولي للعائلة كان نظاماً امومياً، وهذا لا يعتبر ظاهرة الانتساب إلى الأم عيباً وعلى أساسه ترتبت علاقات وحقوق ومفاهيم أخــرى كالإرث.