مدينة سورا (قراءة في نشأتها واثارها الفكرية و العمرانية والجغرافية)

  المقدمة تعد دراسة الأماكن والتراث في التاريخ من الاشياء الاساسية للتعرف على شعبه والبنى التحتية ومدى التطور الذي حظيت به تلك المدن ،وهل اخذت نصيباً وافراً من البحث العلمي ،ام انها لا زالت تقف على اعتاب الباحثين بحاجة الى تتمة للحديث عنها واظهارها للعيان ، لذا فإن فعل هذا التوثيق أو الدراسة بدأ يأخذ ما يستحق من الاهتمام من لدن الباحثين, كونها تؤلف الأركان الأساسية للتطورات التاريخية والأدبية والسياسية وما شابه ذلك, وبالرغم من أن العديد من هذه الدراسات أدت دوراً فاعلاً في التطورات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية  الا انها ما تزال بحاجة إلى المزيد من الدراسة الجادة لتسليط الأضواء عليها وصولاً إلى الحقيقة التاريخية. لذا رأيت ان تلك الخطوة من المسائل الضرورية للاستكشاف مدينة اخرى من مدن الحلة الفيحاء ،الا وهي مدينة سورا ،تلك المدينة التي احتضنت تاريخ عريق مشرف بأكمله ،بل وكان لها الفضل الكبير في تتمة حلقات مدينة الحلة الأم ،بما قدمته من علماء ومفكرين ،بل واسر شامخة عظيمة بقيت خالدة الى يومنا هذا . وقد تطلبت طبيعة الدراسة تقسيمه الى مبحثين وخاتمة ، تطرقت في المبحث الاول الى مدخل حول مدينة بابل وابرز السلالات الملكية التي حكمتها عبر التاريخ ،ومن ثم عرجت على ذكر مدينة سورا من حيث التسمية والنشأة وموقعها الجغرافي ،ودورها الفكري وابرز علمائها. اما المبحث الثاني ،فتناولت فيه :المعالم الاثرية والجغرافية لمدينة سورا . وقد اعتمدت على جملة من المصادر يقع في مقدمتها كتب الجغرافية التاريخية ،مثل (معجم البلدان ) لياقوت الحموي (ت: 622هـ/1225م) ،و(مراصد الاطلاع ) للبغدادي (ت: 739هـ/1339م)، وغيرها من المصادر الاخرى.