z-logo
open-access-imgOpen Access
القيمة الصوتية للخطاب القرآني (دراسة في عناصر وأدوات تشكيل النسق الصوتي)
Author(s) -
محمّد ضياء الدّين خليل إبراهيم
Publication year - 2018
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss32.1176
Subject(s) - computer science
الحمد لله رب العالمين، وأشرف الصلاة وأتم التسليم على سيد الأولين والآخرين، سيدنا ومولانا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أمَّا بعد: فمن المعلوم أنَّ الكلم يتركب من ثلاثة: حروف هي من الأصوات، وكلمات هي من الحروف، وجمل هي من الكلم، والقرآن يتناول هذه الثلاثة كلها بحيث إنَّ المعجزة التي قامت في القرآن خرجت من جميع تلك العناصر، ومزية القرآن الكريم تظهر في توازن حروفه وائتلاف مخارجها وتناسب أصواتها، والفصاحة فيه وجه من تأليف الحروف ونسق اللفظ، والحرف الواحد من القرآن معجز في موضعه؛ لأنَّه يمسك الكلمة التي هو فيها ليمسك بها الآية والآيات الكثيرة، وهذا هو السر في إعجاز جملته إعجازاً أبدياً. وللفاصلة قيمتها الصوتية في السياق القرآني، فما هذه الفواصل التي تنتهي بها آيات القرآن إلَّا صورة تامة للأبعاد التي تنتهي بها جمل الموسيقى وهي متفقة مع آياتها في قرار الصوت اتفاقاً عجيباً يلائم نوع الصوت والوجه الذي يساق عليه بما ليس وراءه في العجب مذهب.    وللحركات الصرفية والنحوية في السياق الصوتي أهمية فهذه الحركات ما هي إلَّا مظاهر الكلم، حتى إنَّ الحركة ربما كانت ثقيلة في نفسها لسبب من أسباب الثقل أيّاً كان، فلا تُعْذَبُ ولا تُسَاغُ، وربما كانت أوكس النصيبين في حظ الكلام من الحرف والحركة، فإذا هي استعملت في القرآن رأينا لها شأناً عجيباً، ورأينا الأحرف والحركات التي قبلها قد امتهدت لها طريقاً في اللسان، واكتنفتها بضروب من النغم الموسيقي حتى إذا خرجت فيه كانت أعذب شيء وأرقّه، وجاءت متمكنة في موضعها، وكانت لهذا الموضع أولى الحركات بالخفة والروعة، وهذا النظم الموسيقي في القرآن  خاص به لايتفق فيه مع نظم آخر. إذاً يظهر لنا مِمَّا تقدم ذكره أنَّ القرآن الكريم قد جمع في سياقه بين مزايا الشعر والنثر معاً من حيث إنَّه أعفى التعبير القرآني من قيود القافية الموحدة والتفعيلات التامة فنال بذلك حرية التعبير الكاملة عن جميع أغراضه، وأخذ في الوقت ذاته من الشعر الموسيقى الداخلية والفواصل المتقاربة في الوزن التي تغني عن التفاعيل، وأخذ التقفية المتقاربة التي تغني عن القوافي.   وليست المسألة مقتصرة على أصوات وأحرف وحركات الكلمة، بل حتى اللفظة في السياق نرى أنَّها تؤدي غرضين في آن واحد، فهي تؤدي معناها في السياق، وتؤدي تناسباً في الإيقاع دون أن يطغى هذا على ذاك أو يخضع النظم للضرورات. وقد أردنا في بحثنا هذا أن نقف عند هذه الجماليات التعبيرية في استعمال الصوت وتوظيفه لخدمة الخطاب القرآني، فنحلل هذا الاستعمال ونشرح أسسه ونظهر مرتكزاته ونبيّن وجه الإعجاز فيه. لذا جاءت هذه الدراسة لتسلط الضوء على هذا الاستعمال والتوظيف القرآني للصوت وطابعه جرساً وزمناً، وعبر عناصر تشكله حركة وحرفاً وكلمة دون التطرق إلى ظواهر الإيقاع الداخلي للآية الكريمة كانعدام الرتابة أو التكرار المملل أو التقابل، وكذلك الإيقاع الخارجي كالفاصلة القرآنية والسياق الصوتي العام في السورة ثم في القرآن الكريم كله. ولأجل الوصول إلى هذا الهدف قسم البحث على ثلاثة مباحث رئيسة، هي:   المبحث الأول: وقد جاء بعنوان: ((الصوت والوحدة الصوتية))،وقد تضمن مطلبين، الأول: تضمن دراسة هوية الصوت وطابعه، والثاني: تضمن دراسة القيمة الزمنية والوحدة الصوتية لأصوات القرآن الكريم. والمبحث الثاني جاء بعنوان: ((عناصر تشكل النسق الصوتي)) الحركة والحرف، وقد تضمن مطلبين، الأول: تضمن دراسة الحركة وطبيعتها وتوظيفها في الخطاب القرآني، والثاني: تضمن دراسة الحرف الذي يعد الوحدة الصوتية الصغرى التي تتألف منها الكلمة.   والمبحث الثالث: وقد جاء بعنوان:((الخصائص الصوتية للمفردة القرآنية))،وقد تناولنا في هذا المبحث أهم الخصائص الصوتية التي اشتملت عليها اللفظة القرآنية، بعد أن تناولنا بالدراسة الصوت والحركة والحرف، فهذه الثلاث تتشكل لتكون الكلمة أو المفردة، ومن هذه الخصائص: انسجام الصوت مع المعنى، واستعمال صيغ دون صيغ أخرى، وألفاظ كثيرة الحروف ...الخ. ونرجو أن تكون هذه الدراسة قد أعطت الموضوع حقَّه، وأن يفيد منه الباحثون مثلما أفاد البحث من غيره.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here