z-logo
open-access-imgOpen Access
الترجيع بند في الشعر الفارسي وتكرار التقسيم في الشعر العربي المعاصر دراسة مقارنة
Author(s) -
م. م محمد حتيت خلف جامعة واسط – كلية الآداب
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss3.983
Subject(s) - political science
من المعروف تاريخيا أن اللغة الفارسية قد تغيّرت من ناحية الخط بعد الفتح العربي الإسلامي لإيران، لاتخاذ الفرس الخط العربي وسيلة لكتابة لغتهم الذي يمثل لغة القرآن، وعزوفهم عن الخط البهلوي الصعب الذي يمثل الديانة الزرادشتية، وكذلك لدخول الألفاظ العربية الكثيرة فيها، فظهرت اللغة الفارسية الإسلامية لغة قومية في القرن الثالث الهجري بعد استقلال الدويلات الفارسية لبعدها عن مركز الخلافة العربية(1). وقد لاحت بشائر تدوين الشعر الفارسي بهذه الحروف أواخر القرن المذكور، فكانت إرهاصاً بمولد ذلك النوع من الشعر الذي نشأ في كنف الشعر العربي وسار في الغالب على غراره. وليس معنى هذا أن الفرس الإيرانيين لم يكن لهم شعر قبل الإسلام, بل كان هناك من الشعر الذي تغنّوا به في عهد الدولة الساسانية. وقد أثبتت الدراسات الحديثة وجود أقسام منظومة في (الأفستا) والتي قسم منها خاص بالتراتيل والأناشيد الدينية الزرادشتية المعروفة بـ(گاتها) وقطع أخرى منظومة في الأقسام المعروفة باسم (يشت) و(يسنا) و(ونديداد) يرجع تاريخها إلى القرن السادس قبل الميلاد.وقد ضاع قسمٌ منها واختفى بعد الإسلام(2)، وكان عروض الشعر الفارسي في أول أمره يجري على غرار العروض العربي، فقد سار شعراء العروض الفارسي على نهج شعراء العرب في أكثر أوزانهم، واستخرج علماء العروض الفارسي من دوائر العروض العربي جميع الأوزان الفارسية باستثناء أوزان خاصّة كالرباعيات والفهلويات.حتى أصبحت الأوزان الفارسية تسعة عشر بحراً تجتمع أسماؤها بالأبيات الفارسية الآتية، والملاحظ أن أسماءها تحمل نفس أسماء الأوزان العربية: (طويل) و(مديد) و(بسيط) أست دگر واخر أواخر          (رجز) با (هزج) آمد اي مرد عاقل (سريع) و(رمل) (وافر) است (مضارع)  (تقارب) (تــدارك) دگر بحر (كامل) دگر (مقتضب) (منسرح) دان و(مچتث) (خفيف) و(جديد) و(قريب) و(مشاكل)(3). ولا نجدُ الفنون الأدبية الفارسية تحمل أسماء فارسية، إنّما بقيت أسماؤها العربية تُطلق كما هي على الفنون الأدبية الفارسية ومنها الشعرية، حتى أصبحت اللغة الفارسية وفنونها، بحروفها العربية هي الأقرب إلى اللغة العربية على الرغم من أن اللغة الفارسية لغة من اللغات الآرية. وقد قلّد الشعراء الفرس بفنونهم الشعرية الفنون العربية ولم يبتعدوا عنها كثيراً فالتزموا القافية والوزن كما في ترتيب القصيدة العربية. وبعد التجديد الذي طرأ على القصيدة العربية في القرن الثاني الهجري وعدم الالتزام بالقافية الواحدة وظهور الموشحات في الأندلس(4) انعكس بعدها ذلك التجديد على بعض فنون الشعر الفارسي بصوره جليّة ومنها الترجيع بند موضوع بحثنا،الذي بدأ الاهتمام بنظمه في القرن السادس الهجري(5).

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here