عالـِمُ القراءات عبدُ الله بنُ عبد المؤمنِ الواسطي- حياته ومكانته العلمية-

يخفى على الكثير من الدارسين أن مدينة واسط في صدر الإسلام كانت مركز الإشعاع الحضاري للعلوم بعد البصرة والكوفة. ولايعرف الكثير من الباحثين ــ مع الأسف ــ أسماء أعلام واسطية لامعة في العلوم والمعارف عبر التأريخ ، أمثال المؤرخ المشهور بحشل الرزاز  وعلماء القراءات عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي ومحمد الغزال وابن بندار القلانسي وغيرهم ، ممن أثـْـرَوا العالم بجهودهم العلمية من العلوم والمؤلفات .  ولعل أبرز هؤلاء هو أبو محمد عبدالله بن عبد المؤمن الواسطي عالم القراءات المشهور إبان القرنين السابع والثامن الهجريين والمتوفى سنة 740 هــ. وهذا البحث رصدته لتدوين حياة هذا العلم وجهوده في علم القراءات التي رفد بها العالم الإسلامي ؛ فكان ألمع من شهاب ثاقب في هذا العلم . وقد تألف بحثي هذا من مقدمة  وست فقرات، جعلت الفقرة الأولى خاصة بالتعريف بالواسطي  ولادة ونشأة ، وفي الفقرة الثانية درست ثقافة هذا العلم ومكانته العلمية ، وسردت في الفقرة الثالثة أسماء شيوخه الذين أخذ عنهم العلوم، وعرضت في الفقرة الرابعة عدد تلاميذه الذين رشفوا منه فيوض العلم ، وفي الفقرة الخامسة تكلمت عن مؤلفاته والخلاف في عنواناتها ، وأخيراً بينت في الفقرة السادسة سنة وفاته وناقشت رأي المؤرخ ابن رافع السلامي في خطئه بها . وذيلت البحث بخاتمة ضمنتها النتائج التي توصلت إليها مع أهم المقترحات التي أراها مناسبة لهذا العلم الجليل . وقد اقتضت طبيعة البحث أن تكون هوامشه في آخره ؛ حفاظاً على التزام القارىء بالنظر إلى البحث من دون التنقل بين السطور والهوامش مما يعرقل الفهم والمتابعة ، وأنهيت  كل ذلك بقائمة المصادر التي استعملتها في البحث .