
هل من قصدية وراء تغييب أعلام واسط في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري؟
Author(s) -
صالح الطائي
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss28.1166
Subject(s) - medicine
حينما جئت واسط، وجدت أهلها نجوما، ولكنها تكاد تخشى السطوع، فسألت مثقفيهم عن سبب كونهم شبه مغمورين، وكانوا كأنهم قد اتفقوا على جواب واحد؛ وهو أن قرب واسط من بغداد جعل بغداد تسرق ألقها، لأن كل من ينبغ فيها، يشد الرحال إلى بغداد، مقيما دائما، أو ناشطا نهاريا، لا يترك للمدينة سوى وقتا مسائيا للأكل والنوم، والظاهر أن هذا هو حال هذه المدينة الوادعة على مر التاريخ، فقد سبق وأن وضعتُ كتابا بعنوان "رجال البصرة في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري"، بلغ عدد من أحصيت ممن ذكرهم الزمخشري أكثر من أربعمائة علم بصري، وبعدها أجريت جردا لرجال الكوفة فيه عسى أن أكتب عنهم في مناسبة تتطلب ذكرهم، فوجدتهم بحدود الثلاثمائة أو أقل قليلا، وكم كانت دهشتي بل صدمتي كبيرة وأنا حتى مع كثير البحث والتدقيق، لم أجد من رجال واسط فيه سوى قلة تكاد لا تُذكر، ولابد لذلك من دوافع قهرية، وألا يستحيل أن يقتصر وجود الأفذاذ في هذه المدينة التاريخ والجغرافية والحضارة على بضعة أسماء، وهذا ما سنحاول معرفته من خلال البحث.
أسميت بحثي "هل من قصدية وراء تغييب أعلام واسط في كتاب ربيع الأبرار للزمخشري؟"، وقسمته على ثلاثة محاور، واتبعت في كتابته المنهج الوصفي لكونه أسلوبا من أساليب التحليل المرتكز على معلومات كافية ودقيقة عن ظاهرة أو موضوع محدد، ومن خلال مدة زمنية معلومة، وذلك من أجل الحصول على نتائج عملية، تم تفسيرها بطريقة موضوعية، وبما ينسجم مع المعطيات الفعلية للظاهرة"([i]). فالمنهج الوصفي: "طريقة لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة، وتصوير النتائج التي يتم التوصل إليها على أشكال رقمية معبرة يمكن تفسيرها"([ii]). من هنا وجدته أصلح المناهج للكتابة عن مثل هذه المواضيع. واعتمدت في كتابته بعض أوثق المصادر التاريخية.
[i] ينظر: عبيدات، ذوقان، البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه، ذوقان عبيدات، كايد عبدالحق، عبدالرحمن عدس ، دار الفكر، بيروت، 1984. ص176.
[ii] عريفج، سامي، في مناهج البحث العلمي وأساليبه، سامي عريفج، وخالد حسين مصلح، ومفيد نجيب حواشين، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع،1999. ص 131ـ132.