موقف بريطانيا من مسألة رفع الأعلام الفرنسية وأثرها على تجارة الرقيق العمانية 1844 – 1905م

شكلّت مسألة الأعلام الفرنسية على السفن العمانية التي تتاجر بالرقيق والسلاح، أحد أوجه التنافس بين بريطانيا وفرنسا في الخليج العربي وشرق أفريقيا، وبلغ الصرع قمته حول عمان بين عامي 1844 – 1905م، وهي المدة التي شهدت تاريخياً ما عرف بقضية الأعلام الفرنسية. ويجيب البحث عن تساؤلات عديدة أهمّها ؛ لماذا رغب العمانيون وبخاصة أهالي صور في الحصول على الأعلام والتصاريح الفرنسية، التي بدأت منذ معاهدة الأخيرة مع عمان سنة 1844م، وحقّها في حرية التجارة مع عمان التي تحولت إلى أهم نقاط الخلاف الدبلوماسي بين فرنسا وبريطانيا. ولماذا دعمت بريطانيا حكّام عمان لمواجهة خطر تجدّد النشاط الفرنسي، وكيف استطاع حكام عمان التقرب من فرنسا لاستمرار تجارة الرقيق التي تشكّل أهمّ دعامات الاقتصاد العماني ، مع الاحتفاظ بصداقتهم مع بريطانيا، وهل كانت بريطانيا جادة فعلاً بالقضاء على تجارة الرقيق لدوافع إنسانية، ولماذا اهتمت حكومة الهند البريطانية بتضخيم حجم تجارة الرقيق وحشدت كل إمكاناتها السياسية والعسكرية لمكافحتها. وكيف نجحت بريطانيا بإحالة القضية لمحكمة لاهاي 1905م؛ ليختفي آخر مظهر من مظاهر النفوذ الفرنسي القوي في مسقط.