
دور العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في النشر الأكاديمي
Author(s) -
ثامر مكي الشمري
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss24.465
Subject(s) - geography
تعد الصحافة صورة من صور الحضارة في اي بلد، بل إنها " ركن من أعظم الأركان التي تشيد عليها دعائم الحضارة والعمران" ([i]) مثلما قال عنها نابليون بونابرت، فالصحافة إذن مقياس من مقاييس الحضارة والتمدن والرقي الاجتماعي والسياسي، وإذا ما أردنا دراسة تاريخ امة او بلد او حضارة فعلينا البحث عن صحافتها وتفاعلها مع المجتمع وقدرتها على التأثر بحركته والتأثير فيه، ومن هنا تكمن أهمية البحث عن تاريخ الصحافة في كربلاء بشكل عام، وصحافة العتبات المقدسة في كربلاء بشكل خاص. كما شهدت محافظة كربلاء المقدسة كما هو الحال في مجمل محافظات العراق تغييراً جذرياً هائلاً في بنية الاعلام والصحافة بفعل الفورة الهائلة التي شهدها المجتمع العراقي على مختلف الأصعدة ومنها الصعيد الصحفي والإعلامي على اثر عملية التحرر والانفتاح وشيوع الحريات بأوسع أبوابها بعد انهيار سلطة حزب البعث الحاكم في عام 2003.
كما شهد المجال الصحفي في كربلاء بشكل عام، والعتبات المقدسة بشكل خاص نقلة نوعية تمثلت بصدور عشرات الجرائد ومثلها بل واكثر من المجلات والنشرات بمختلف اصنافها وطروحاتها وترافق ذلك مع بروز جيل جديد من الشباب الصحفي المتحرر، لدرجة يمكن معها اعتبار فترة الـ 13 عام الماضية فترة قياسية متميزة في تاريخ الصحافة الكربلائية وهذا ما يتضح من الجملة الكبيرة من الإصدارات الصحفية المختلفة على ساحتها، كما ان للعتبة الحسينية والعباسية المقدسة دوراً كبيراً في ذلك من خلال اهتمامها الكبير بالمجال الصحفي، اذ انشئت بين جدرانها وخارجه الكثير من الشعب والاقسام التي تهتم بالأعلام والشؤون الفكرية والثقافية، فانبثقت من هذه الاماكن العديد من المجلات المحكمة وغير المحكمة والجرائد والنشرات اليومية والاسبوعية والشهرية والفصلية، والتي تعدت اعدادها العشرات، والتي تعالج مجالات الحياة المختلفة السياسية منها والاجتماعية والاقتصادية، والتي سنبين الجزء الاكبر منها قدر الامكان في هذا البحث.
وانسجاما مع عمل الباحث الأكاديمي في الجامعة المستنصرية، وادارته لمجلة السبط المحكمة في مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينة المقدسة، وشعار المؤتمر (حركة النشر وتطوير الدراسات الانسانية) ومحاوره، وقع الاختيار على (دور العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين في النشر الأكاديمي) كعنوان للمشاركة، وجاء ليجيب على العديد من الأسئلة والتي تمثل فرضيته واشكاليته، منها:
1- لماذا تهتم العتبتين المقدستين بنشر البحوث الاكاديمية؟.
2- هل تؤدي دوراً في عملية نشر البحوث الاكاديمية؟ وكيف؟.
3- هل يواجه الباحثين اية صعوبات عند النشر في المجلات المحكمة للعتبتين المقدستين؟
نتيجة لذلك قُسم البحث الى ثلاث مباحث، تناول المبحث الأول: نبذة مختصرة عن صحافة العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، اذ تصدر عنهما عشرات المجلات والدوريات والنشرات والجرائد اليومية والأسبوعية والشهرية والفصلية والسنوية وفي المناسبات الدينية، بينما درس المبحث الثاني: دور مجلات السبط والمصباح ودواة والمبين المحكمة في النشر الاكاديمي، واللتين تصدر عن العتبة الحسينية المقدسة، وخصص المبحث الثالث لدراسة دور مجلات العميد وتراث كربلاء و الباهر وتراث الحلة وتسليم، المحكمة في نشر الأبحاث الاكاديمية لأساتذة الجامعات، اذ تصدر هاتين المجلتين من قبل العتبة العباسية المقدسة.
اما اهم المصادر التي استقى البحث معلوماته منها فكانت الاعداد الأولى من مجلات العتبتين المقدستين، اذ احتوت هذه الاعداد على معلومات مهمة، لاسيما في جانب تغطية تاريخ صدورها وهيأتها التحريرية والاستشارية، واهتمامات المجلة وأهدافها، كما أفادت بعض المصادر التاريخية والإعلامية والصحف بعض أجزاء من البحث، فضلاً عن ان الباحث استفاد كثيراً من المقابلات الشخصية التي اجراها مع المشرفين العامين عليها ورؤساء ومدراء تحريرها، والعمل الميداني الذي قام به الباحث من خلال زيارة مكتبات العتبة الحسينية والعباسية المقدسة، ومكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث ومكتبة مركز تراث كربلاء ومركز العميد الدولي.
ويقدم الباحث جزيل شكره لكل من الدكتور حميد مجيد هدو مدير تحرير مجلة المصباح والدكتور احسان علي سعيد الغريفي مدير مركز تراث كربلاء ورئيس تحرير مجلة تراث كربلاء والأستاذ عبد الأمير عزيز القريشي مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث ورئيس تحرير مجلة السبط لما قدموه من مساعدة للباحث