ملامح التجديد في النص المسرحي العراقي- حواريات ( فؤاد التكرلي) أنموذجاً-

شهد القرن العشرين ظهور العديد من حركات التجديد في المسرحية الغربية، بعد الحربيين العالميتين الأولى والثانية، وفي الإطار الموازي ظهرت الجدة في التغيير الفلسفي بشكل مرافق عندما حلت الفكرة النسبية مكان الفكرة المطلقة ، وهذا ما اثر بشكل وبآخر على كافة المذاهب والتيارات الأدبية والفنية ، وأضف إلى ذلك متغيرات الثورة الصناعية التي انعكست على البلدان الغربية، لكن هذه المؤثرات أخذت تجتاح النص المسرحي العالمي بشكل حركات تجديدية، بعد الاكتشافات العلمية في أوربا على وجه التحديد ،  فكانت حركة التأليف المسرحي تخوض أوج صراعاتها بين ما هو جديد ومحافظ، وما انعكس ذلك على النص المسرحي في سلسلة تجارب للبحث عن أساليب مبتكرة . فقد نشأ ما يعرف المسرح الملحمي والعبث واللامعقول ، كما ظهرت قبلها الكلاسيكية والرومانسية والواقعية بإشكالها التقليدية، هي ما حافظت على تعاليم أرسطو في بنية الدراما. لكن ظهور هذه الحركات التجديدية في النص المسرحي الغربي سرعان ما نفذ الى البلاد العربية عبر الترجمة، وعمليات التثقيف من الخارج بإطار تحليل المسرحيات أو المراجعات في دراسة اشكال الدراما الأوربية المعاصرة. ومما أخذت تلك التأثيرات تنهال على المؤلف المسرحي العربي في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. كما في التجارب التي خاضها المؤلفون المسرحيون العراقيون ( يوسف العاني، وعادل كاظم، وعبد الملك نوري ، ونور الدين فارس) وغيرهم. لكن ما جاء به القاص والروائي (فؤاد التكرلي) يعد مختلف في الأدب والتأليف المسرحي ، نظرا لما طرحه من تجديد على البناء الدرامي ، وفي بعض الإعمال المسرحية التي قدمها في نصوص عنونها باسم حواريات. وبهذا ذهب البحث إلى طرح السؤال الآتي (ما هي ملامح الجدة والتجديد في النص المسرحي العراقي)؟ حواريات (فؤاد التكرلي) أنموذجا .