الاهداف السياسية لخطب الخلفاء في العصر العباسي الثاني - دراسة تاريخية –

الخطبة فن من فنون الكلام غايتها إقناع السامعين واستمالتهم والتأثير فيهم بصواب قضية معينة أو ببطلان أخرى. وتكتسب الخطبة أهميتها من عدة اعتبارات أبرزها ارتباطها بوسيلة أخرى هي الصلاة خاصة صلاة الجمعة وصلاة العيدين ، إضافة إلى أنها مثال حي للاتصال الجمعي المباشر مع الناس حيث يقف الخطيب وجهاً لوجه أمام الناس يشرح أفكاره بالكلام مصحوباً بالإشارات وتعبيرات الوجه والانفعالات للتأثير في العواطف وإثارة المشاعر للترغيب والإقناع. وكان للخطبة أهمية كبيرة خلال العصر العباسي الثاني – موضوع هذه الدراسة – حيث مارسها الخلفاء العباسيون لغايات وأهداف معينة منها لجوء الخليفة إلى مخاطبة الناس من أجل حثهم على الجهاد وزيادة الحماسة فيهم للدفاع عن بغداد وحماية أهلها من الخطر أو دعوتهم للعمل على رفع الحظر عن المدينة عندما كانت تتعرض للغرق وغير ذلك من الغايات. وإن القاء الخطبة من لدن الخليفة نفسه على الناس ودعوتهم لعمل ما تكون أكثر تأثيراً كونها أداة اتصال وتواصل ذات تأثير على الناس تستميلهم للاستجابة والاصطفاف حول الخليفة لما له من مكانة وهيبة كبيرة في نفوس الناس بوصفه ولي أمرهم وطاعته واجبة.