z-logo
open-access-imgOpen Access
رعاية الضعفاء في الدولة الفاطمية
Author(s) -
حيدر مزهر عسكر
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss21.655
Subject(s) - political science
قال تعالى: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفاً}([i]) اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بكل فئات المجتمع وحرص المسلمون على الرعاية الكاملة للضعفاء ، وعليه جاءت الآيات الكريمة في كتاب الله تعالى لتؤكد للجميع على إن الله تعالى يحث على نصر الضعيف وإعانته قدر الاستطاعة، والمتأمل في آيات الله تعالى يجد نفسه أمام آيات كثيرة توصي بهذا المعنى قال تعالى : {لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }([ii]) .    ولقد اهتمت شريعة الإسلام بحال الضعفاء وعظمت قيمتهم وطاقاتهم ، كما عظمت ثواب الذي يعين ضعيفاً من هؤلاء ولا ينتظر ثواباً من البشر بقدر ما تكون نيته وغايته رضا الله تعالى ومعاملته بالمثل في الآخرة لا سيما وهي دار الضعف، ولا يقوى فيها إلا من قواه الله تعالى وثبته وأيده ووفقه لجنته ورضوانه ففي الحديث الشريف: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربه فرج الله عنه كربه من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة))([iii]). ومما يبين عظمة الضعفاء في الإسلام أن الخير والبركة لا تحل إلا بسبب مراعاتهم والقيام بقضاء حوائجهم ففي الحديث الشريف: ((هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم))([iv]) فمن أرضاهم وعمل على خدمتهم ورفع الحرج والظلم عنهم رزقه الله وأعانه ونصره وأيده في الدنيا قبل الآخرة. وانطلاقاً من هذه المبادئ الإسلامية اتجهت الدولة الفاطمية إلى الاهتمام بالضعفاء ورعايتهم والمساهمة في رفع الضر عنهم والتخفيف من معاناتهم ، واتبعت العديد من الوسائل في تحقيق أهدافها ، لذلك كانت السباقة في هذا المجال ، فأعدت هذه الدراسة لتوضيح الطرق والوسائل في رعاية الفاطميين للفئات المحرومة خاصة وان تلك العصور لم تعرف وسائل منظمة لتحقيق هذه الغاية .   ([i]) النساء ، آية (28) . ([ii]) التوبة ، آية  (91) . ([iii]) البخاري ، صحيح البخاري ، ج3/ص98 . ([iv]) ابن حجر ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري ، ج6/ص65.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here