لغـة الطفـل بين اليومي والعادي

اللغة مؤسسة لها نظامها الخاص، ورغم عمومية تداوليتها، إلا إن لها نسقها الخاص، انفتاح هذا النسق على كافة التطورات والمؤثرات والاستجابات، كافة والأفعال، وردات الفعل في حركة اي مجتمع، ولهذه المؤسسة رغم مرتكزاتها التجريدية، إلا أنها تتمتع بوعاء حسين فهي مادة- من مستوى معين – ولذلك فهي قابلة للإدراك، ولطالما أنها قابلة للإدراك، فإنها تكون خاضعة تماما للتخطيط.. والتخطيط عملية عقلية...على الرغم من أننا نخطط ونضع نظريات، كل نظرية تزيح الأخرى بمقدار ما يوجد فيها من مصداقية، إلا إننا في احتمالات الوجود، انما نخطط لوجود سابق على وجود ذواتنا ... كتقنيات موجودة في الطبيعة، وهي أي اللغة وجود شابق على فردانيتنا نحن البشر، نحن اللذين تمارس علينا اللغة استبداها وضغوطها، لكي نولد فعلاً في هذه الحياة ولكي نكون فاعلين أو مؤثرين داخل منطقة استيعاب المؤسسات العامة الاجتماعية – على وجه الخصوص – وما فاعل اللغة أو مفعولها إلا هوامش في منطقة الاستيعاب هذه التي تشمل القواعد والنحو والصرف ولهذا يرى الباحث بأن اللغة وعي ، والوعي قرين هذه اللغة ليس جارها أو مجرورها وانما في مستوى توليداتها وإنتاجيتها كما في دلالالياتها وتداوليتها ولهذا فاللغة مؤسسة تدفع بالإنسان خارج حضريته، وان لم يستوعبها ولهذا نرى كما يرى الغذامي بأن وعي الفرد في أي مجتمع إنما يخضع (وفي لحظة تاريخية معينة لسلطة الخطاب المؤسساتي والذي يمارس هيمنة تتمثل في سلطة الإقصاء والتهميش لبعض المقولات والمبادئ والأنساق الفكرية والثقافية التي تعارضه)(1). أو على عكس مايريده الغذامي، ان يعارضها، اي عندما تكون هناك معارضة للإنسان ضد لغته أو ضد اللغات الأجنبية الأخرى ... بمعنى عدم تقبلها بفعل لا واعي – خفي، لا نستطيع تحسسه لكنه لا يشبه في كل الأحوال معارضته أو عدم تقبل احد الفنون، وذلك لان وجود اللغة اشمل واعم، وتدخلاتها في حياتنا يدور على أجزاء الثانية والدقيقة، ولا تنقطع الصلة باللغة إلا بالموت وربما من بعده أي علاقة اللغة بالإنسان عندما يصبح جثة أي ما نسميها نحن بالتلقين وهي تميز نوعي للغة طقوسية اعم واشمل، وهي متداولة في كل الأحيان وفي جميع الديانات السماوية والوضعية وهذا ما لم يتم الانتباه له من قبل.