z-logo
open-access-imgOpen Access
البُعد التًّداولِي في كتابِ الخصائصِ لابن جِني
Author(s) -
مجيد خير الله راهي الزاملي,
شاكر عجيل صاحي الهاشمي
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss20.662
Subject(s) - physics
    اللغة أصواتٌ يُعبّر بها كل قوم عن أغراضِهم([1])، على حدّ قول ابن جني الذي فصّل القول في ذلك انطلاقاً من حاجة العرب للوسيلة اللغوية للتخاطب فيما بينهم، ولم يقتصر مفهوم اللغة على التعبير، إنّما كان مفهوم ابن جني موسعاً، إذ شمل كل من المتكلم الذي يصدر الأصوات، والمتلقّي الذي يحلّلُ ما يسمع من جمل وعبارات في تراكيب لغوية ذات معنى وهدف ومقصد، ثم  الرسالة التي تُعَدُّ حلقة وصل بين المتكلّم والمتلقّي في آن واحد .      نشأت المناهج والنظريات اللغوية قديماً وحديثاً من اللّغة؛ لأجل البحث وصولاً إلى مضمون اللغة ودلالاتها دراسةً وتحليلاً واستعمالاً، إذ يُعدّ النظر إلى اللغة في حالة الاستعمال أو في حالة التواصل غرضاً متأصّلاً وهدفاً متضَمَّناً في كل إنجاز معرفيّ فيها، لاسيّما إذا كان التّواصُل يؤدّي وسيلةً وظيفيةً مهمّة لكشف مقاصد المتكلّم وأهداف القول ومراميه .   وبهذا أصبح للغة وظائف كثيرة ، تأتي في مقدّمتها الوظيفة الاجتماعية "بوصفها وسيلة تواصل فضلا عمّا توحيه كلمة الغرض من الدّلالات النفسيّة والشعوريّة التي ينطلق منها المتكلم ويكون سبباً في صناعة خطابه بهذه السّمة أو تلك، من خلال ربط القصد بالغرض، ويليه الهدف الذي ينتجُهُ ويصل إليه التعبير اللغوي"([2]).    واللسانيات التداولية منهج لساني معاصر " اهتمّ بدراسة اللغة في أثناء الاستعمال تركيزاً على جميع مكونات عملية التواصل من مرسل ومتلقٍّ ورسالة يجب ردّها إلى سياقها الحقيقيّ، وكان هذا بهدف تحقيق الغرض التواصليّ منها ، سعياّ إلى التأثير في المشاركين في العملية التواصليّة ككل "([3]) .    فالتداولية تتمثل في دراسة المنجز اللغوي في إطار التّواصل؛ لأن اللغة لا تؤدي وظائفها إلا فيه، ولمّا كان الكلام يُبنَى على سياقات اجتماعية محددة ، صار لا بدَّ من معرفة تأثير هذه السياقات في نظام الخطاب المنجز([4])، والعناية بدراسة الشروط التي تنص على مدى نجاح العبارات، وهذه الشروط هي التي تحدد متى تكون هذه الضروب من التحقق مناسبة، ومتى لا تكون كذلك([5])، فضلا عن سعى التّداولية  إلى الإجابة عن عدّة أسئلة منها : من يتكلّمُ؟ ومن المتلقّي ؟ وما مقاصدُنا في أثناء الكلام؟ وكيف نتكلَّمُ بشيء، ونسعى لقول شيء آخر؟، وماذا علينا أن نفعلَ حتى نتجنَّب الإبهام والغموض في عمليّة التواصل؟ وهل المعنى الضمني كاف لتحديد المقصود([6])؟ .   يُزادُ على ذلك محاولتها استخلاص المعنى الكامن في إطار الخطاب الذي يشكل ثلاثية من "المرسل والمتلقّي والمقام" ، ودراسة استعمال اللّغة بوصفها كلاماً صادراً من متكلّم محدّد وموجهاً إلى مخاطب محدّد بلفظ محدّد في سياق تواصليّ محدّد لتحقيق أغراض تواصلية محدّدة ، ثم شرح كيفية جريان العمليات الاستدلالية في معالجة الملفوظات ، مع مراعاتها لبيان أسباب أفضلية التّواصل غير المباشر وغير الحرفي على التواصل الحرفي المباشر([7]) ، بواسطة وصف الآليات غير اللغوية لتأويل الأقوال من جهة، وبوصفها مجالاً نظريّاً خاصاً يشخّص العلاقة الموجودة بين موضوع اللسانيات وظواهره من جهة أخرى، مع أخذها بعين الاعتبار وصف المكونات التخاطبية   [1] انظر : ابن جني : الخصائص : 1 / 67 . [2] هيثم محمد مصطفى : ملامح من النظرية الوظيفية (التواصلية) عند ابن جني في كتابه الخصائص :6 ، 7. [3] انظر : تغريد عبد الحكيم : الأفعال الكلامية في كتاب الحيوان للجاحظ :24 . [4] انظر : ظافر الشهري : استراتيجيات الخطاب : 23. [5] انظر: علي آيت أوشان : السياق والنص الشعري   : 260 . [6] انظر : السياق والنص الشعري : 55. [7] انظر :  مسعود صحراوي : التداولية عند العلماء العرب 26، 27.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here