مفهوم التعصب في الفلسفة الحديثة لوك وهيجل انموذجا

  قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب ((عليه السلام))(الناس اعداء ماجهلوا    نهج البلاغة:501[1]  ) التعصب من وجهة نظر فلسفية او من وجهة نظر الفلسفة الحديثة "لوك –وهيغلانموذجا" .. ارتئينا في هذا البحث ان نعرض لهذه لظاهرة الخطيرة ، التي ابتليت مجتمعاتنا العربية والاسلامية به ، وباتت ظاهرة عالمية ، اي انها تؤثر على كل بلدان العالم ، ويخشى ان تدمر الحضارة الانسانية اجمع ... ومع ان جل الدراسات التي طرحت في هذا المجال هي دراسات اجتماعية ونفسية الا انني اعتقد ان هذه الظاهرة كان اول المتصدين لها هم الفلاسفة . وهم بنفس الوقت اول المكتوين بنارها ، فمن سقراط وارسطو وافلاطون ... الى برنو وغاليلو وديكارت وسبينوزا ، والقائمة تطول ، قد تعرضوا لخطر الارهاب والتعصب ، ولذلك نجد ان جل الفلاسفة قد حاولوا ان يواجهوا التعصب بكشف اسبابه ، ووضع الحلول له . وبما ان الفلسفة ماهي الا تجريد للواقع الاجتماعي ، اي هي البناء الفوقي للمجتمع . وبما ان الفيلسوف هو ابن طبقته ومجتمعه وهو الاجدر بالتصدي للفكر المنحرف والظواهر الاجتماعية التي ظواهر فكرية غير سوية ، فنحن نرى ان الواجب والمهم ان تعرض لكيفية تصدي الفلاسفة ، او لنموذج من الفلاسفة في العصر الحديث ، هذه الظاهرة التاريخية الخطيرة ، ظاهرة التعصب . وقد اخذنا انموذجين من مدرستين مختلفتين ، او مذهبين مختلفين للتعصب ، هما الفيلسوف الانجليزي (جون لوك) وهو فيلسوف تجريبي واحد اصحاب الحقوق المدنية ، واحد فلاسفة العقد الاجتماعي .   [1] نهج البلاغة : وهو مجموع ما اختاره الشريف ابو الحسن محمد الرضي الحسن الموسوي (ت 404هـ) من كلام امير المؤمنين ابي الحسن علي بن ابي طالب عليه السلام ضبط نصه وابتكر فهارسه العلمية د. صبحي صالح بيروت 1387هـ -1967م .[1]