اثرالتكرار والمقابلة في الاساطير السومرية والاكدية على رسم مبنى القافية الداخلية في العهد القديم

يمثل السرد الملحمي (الايقاعي) في الاساطيرالعراقية القديمة، محاولة إبداعية نموذجية ترقى إلى تأسيس احساس شعري فريد من نوعه في وقته ومكانه ، وقد استخدم الكاتب انذاك في سبيل تحقيق ذلك تقنيات وآليات فطرية متعددة ، منها اعتماده لأسلوب التكرار ،الذي احد يمثل احد اهم مميزات الايقاع الداخلي في بناء الجملة في اللغات السامية والذي  يؤسس لبنية إيقاعية تقترب  من المعايير الموسيقية التقليدية ، ليستغل مكوناتها في سبيل التخطيط لبنية  داخلية على علاقة وطيدة بالتنوع في استخدام  الاصوات اللينة والاصوات الساكنة  التي تساعد على كشف الانفعالات النفسية، والإيحاءات الدلالية، لترسم من خلالها إحداثيات التوتر الإيقاعي المتناغم مع حركة النفس، وحركة الدلالات النصية . من هنا يأتي هذا البحث ليتتبع تلك العوامل والمكونات التي تسهم في التشكيل الإيقاعي الصوتي بعيداً عن المكون الخارجي المتمثل في الوزن العروضي والقافية، ويعتمد( الباحث ) لنفسه حقل القافية الداخلية منتقيا منها تقنية التكرار الصوتي نموذجاً للتطبيق بأعتبار ادواته  المتمثلة بتوظيف تكرارالاصوات اللين مرة  والاصوات الصامتة ، والمقاطع الصوتية مرة اخرى اضافة الى الاشكال الاخرى من التكرار ، وللكشف عن تأثيرتلك التقنية  ومدى فاعليتها لابد من اثبات وجود القافية الداخلية في اللغات موضوعة البحث ، وتحديد دورها في تشكيل البنية الإيقاعية العامة للنصوص السومرية  والاكدية من جهة  والنص التوراتي من جهة اخرى .