
أبعاد القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير مكبث /أنموذجا
Author(s) -
حبيب ظاهر حبيب
Publication year - 2019
Publication title -
lārk
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2663-5836
pISSN - 1999-5601
DOI - 10.31185/lark.vol1.iss15.769
Subject(s) - political science
خلاصة البحث: أبعاد القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير/ مكبث /أنموذجا
يتصدى البحث لموضوع القوى الخارقة أو/ والغيبية في مسرحيات شكسبير، وتعرف القوى الخارقة/ الغيبية بأنها القوى التي تتسبب بأحداث لا قِبَلَ للإنسان العادي التحكم بها لأنها تفوق مستوى مقدرته، ويعد وجود القوى الخارقة وحضور الغيبيات من الظواهر التي تشكل عنصرا أساسيا في النص والعرض الدرامي منذ نشأة المسرح، وبلغت ذروة تأثيرها الدرامي/ المسرحي إبان العصر الإليزابيثي،لإيمان المجتمعات بها في تلك العصور، وقد اضمحل ظهورها بظهور الاتجاه نحو الواقعية والطبيعية.
إن ظاهرة وجود قوى خارقة/غيبية هي إحدى سمات المسرح الإليزابيثي وما سبقه من العصور، ووجودها أمر طبيعي بالنسبة لجمهور تلك العصور لأنه كان مؤمنا بوجودها ومعتقدا بفعاليتها، والبحث يتناول هذه الظاهرة في مسرح شكسبير لأنه حافل بها، ومن أكثر نصوص شكسبير كثافة بالقوى الخارقة/ الغيبية هي مسرحية (مكبث) التي تتجلى فيها بأشكال واضحة ومتعددة. ويهدف البحث إلى التعرف على ظاهرة القوى الخارقة/ الغيبية والكشف عن أبعاد وجودها، وأهميتها الدرامية في مسرحيات شكسبير.
تكون الإطار النظري من مبحثين: المبحث الأول عرض الأصول الدينية/ التاريخية لوجود ظاهرة القوى الخارقة/ الغيبية في المسرح وقدم نصين مسرحيين يتجلى فيهما دور القوى الخارقة/ الغيبية - هما مسرحية أوديب ملكا لسوفوكليس ومسرحية فاوست لجيته. وتبين أن مسألة وجود وقوة حضور/تأثير القوى الخارقة وحدوث أفعال ترتبط بالغيبيات يعتمد على:مدى إيمان المتلقي بها، وقدرة المؤلف /المخرج على الإقناع بأهمية وضرورة وجودها، فضلا عن قوة الإيهام بالفعل الذي تؤديه في النص/ العرض، ومدى مساهمتها في صنع الجو النفسي العام.
وتناول المبحث الثاني:الأهمية الدرامية للقوى الخارقة والغيبيات في النص/العرض المسرحي الشكسبيري ومن خلال هذا المبحث ظهر: أن لوجود القوى الخارقة/ الغيبية أهمية في النص/ العرض المسرحي الشكسبيري لأنها جزء من جمالياته، إذ يكمن فيها عنصر الغموض والاضطلاع بفعل يبهر المتلقي ويدفعه باتجاه التطلع للآتي من الحدث، وأن لهذه للقوى مهمة إجراء تحولات في الفعل المسرحي ففي هملت تبدأ نقطة انطلاق الحدث بظهور الشبح. والأمر نفسه يحدث في مكبث إذ تتشكل الوضعية الأساسية ونقطة الانطلاق للمسرحية نتيجة لقاء مكبث وبانكوو بالساحرات وإطلاق النبوءات، ولها دور مهم أيضا في بناء الأجزاء اللاحقة في النص/ العرض المسرحي.
في إجراءات البحث تم تحليل مسرحية مكبث بحسب الفصول والمشاهد بالتفصيل ولجميع القوى الخارقة من أفعال الشخصيات والأحداث، وجميع الغيبيات من التنبؤات وكيفية تحققها، وما آلت إليه مسارات الفعل المسرحي المتصاعد حتى النهاية.
الفصل الأخير ناقش النتائج، وتوصل إلى استنتاجات تتلخص بثلاث أبعاد لوجود القوى الخارقة والغيبيات في مسرحيات شكسبير:
البعد الاجتماعي : ويتجسد بمسايرة الجمهور الإليزابيثي باستخدام وعرض شيء مهم مما يعتقدون به ويشكل جزءا من ثقافتهم، بالنتيجة يعد وجود القوى الخارقة / الغيبية ضرورة اجتماعية، ووسيلة جاذبة للمتلقي عصر ذاك.
البعد التاريخي: لقد اعتمد شكسبير على محاكاة أحداث تاريخية في الكثير من حكايات مسرحياته، وقام بصياغتها دراميا، ومنها ما يتعلق بلقاء الساحرات مع مكبث الواردة كتب التاريخ.
البعد التاريخي/ الدرامي : إذ يعد المسرح الإليزابيثي امتداد للمسرح اليوناني والروماني الحافل بوجود القوى الخارقة والنبوءات، وقد اعتمدها شكسبير كوسائل درامية في إيصال أفكاره إلى المتلقي.