اليهود العراقيون بين الهوية والصراع الأيديولوجي - الروائي سامي ميخائيل نموذجا-

عاش اليهود في المجتمع العراقي وعملوا باخلاص وتفان لتطوير هذا المجتمع في كافة مراحله منذ ان جئ بهم على يد نبوخذ نصر في السبي البابلي الاول وحتى هجرتهم او تهجيرهم الى ارض فلسطين،وليس بخاف على احد ان اليهود اتخذوا عادات المجتمع العراقي وتقاليده وكان اغلبهم من المثقفين وحملة الشهادات وكان من بينهم الادباء والفنانين واصحاب المهن لم يعامل اليهود في العراق بازدراء او احتقار،كما يمارس ضدهم اي نوع من التمييز الطائفي خلال فترات تواجدهم في العراق(ماعدا في بعض الفترات التي عانوا فيها ظلم الحكام وتسلطهم شانهم شان بقية اطياف الشعب العراقي) فمارسوا طقوسهم الدينية وامتزجوا مع بقية مكونات هذا الشعب وشاركوه في مناسباته يتناول هذا البحث عرضا لتاريخ اليهود في العراق ومكانة اليهود في المجتمع العراقي وخصوصا في المشهد الثقافي وابرز الشخصيات اليهودية في المشهد الثقافي العراقي،بعدها نعرج للتعريف بشخصية الروائي اليهودي ذو الاصول العراقية ونعرض اهم ماقيل عن العراق في رواياته واهم الروايات التي ذكر فيها وطنه الام لنشتف من تلك المقالات وبوضوح الصراع الداخلي الذي يعيشه سامي ميخائيل من صراع تمثل في عادات وتقاليد وثقافة عاشها في وطنه الاول واخرى مختلفة تماما في مجتمعه الجديد والتي دخل فيها في دوامة انتجت ذلك الصراع الذي انتصرت فيه القيم الثقافية الاصلية التي اكتسبها من موطنه الام وقد لاحت تباشير ذلك النصر من خلال اعماله الادبية فلقد صورت لنا معظم نتاجاته عن بلده الام اندماج الطائفة اليهودية مع مكونات الشعب العراقي وارتباط اليهود بوطنهم لغويا وثقافيا ونفسيا