تجليات المكان في رواية "أساطير الصحراء" لإبراهيم الكوني المفهوم والدلالة

يعيش الإنسان في عالم يتصف ببعدين أساسيين هما: الزمان والمكان، ففيهما يحيا الإنسان وينمو الجنس البشري ويتطور. والمكان تاريخيا  أقدم من الإنسان، والإنسان بوجوده وكينونته في المكان يعيد تشكيله وتحويله إلى أشكال مختلفة حسب احتياجاته الحياتية، ووفق ثقافته. ويمثل المكان في الرواية، عنصرا مهما من عناصر السرد الروائي، ليس لأنه الفضاء الأفقي للنص فقط، حيث تدور الأحداث، ويتحرك الأبطال في دوائر متقاطعة، وتتضح معالم شخصياتهم وتنمو وتتحول، بل لأن المكان في كل أبعاده الواقعية والمتخيلة يرتبط ارتباطا وثيقا بالجانب الزمني والتاريخي للنص وشخوصه، بحيث ينتج عن التفاعل (الزماني- المكاني) منظومة سردية تنتظم في الشكل الروائي الذي تم اختياره  لتقديم الأحداث والأشخاص، وتفاعلاتهم النفسية والحركية مع المكان. وقد تطرقت في هذه الدراسة إلى تجليات المكان في رواية "أساطير الصحراء" لإبراهيم الكوني المفهوم والدلالة، ولما كان للمكان ذلك الأثر الجليل على كل مناحي الحياة، ولما له من الحضور الكثيف في النفس الإنسانية، وما ينهض به من المهام الجسيمة في بنية الرواية وتركيبها، أصبح في حاجة ماسة إلى مزيد من الدراسة ومزيد من الرصد للكشف عن دلالاته بوصفه وسيلة يقدم من خلالها الروائي مواقفه ورؤاه تجاه الواقع وما يزخر به من مختلف التناقضات وضروب الصراعات.