المرنيسي والنّظريّة النّسويّة

فاطمة المرنيسي عالمة الاجتماع المغربية، أبرز المناصرات لقضية المرأة في الوطن العربي، وهبت نفسها لتوجيه سهام النقد إلى وضعية المرأة في العالم الاسلامي، مركزة من خلال كتاباتها على العوامل الاجتماعية والثقافية التي ساهمت في وصول المرأة العربية إلى هذا الوضع المتردي، وخصّصت أعمالها لإيجاد أجوبة لأسئلة القلق، فقد وظّفت حاسّتها السسيولوجية لتعرية واقع المرأة العربية، والدّفاع عن حقوقها في التّحرر والانعتاق. وتعرّضت للثّوابت الاجتماعيّة والدّينية (حريم، جنس، عنف، تمييز) التي تعدّ عائقًا أمام إثبات المرأة لذاتها وتحرّرها من هيمنة المجتمع المحافظ والذّكوري المغربي، والعربي الإسلامي بعامّة، والنّظر أيضًا المرأة ككائن اعتباري له الحقوق التي للرّجل بلا تمييز. وناقشت لوضعية المرأة في العالم العربي الإسلامي، واهتمّت بمثلها في المجتمع الغربي نفسه، إذ فضحت فيه واقع الاستلاب والعبودية المقنّعة داخل الغرب، الذي ينظر إلى المرأة بوصفها دمية معدّة للاستغلال من قبل الرّجال. ووجّهت نقدًا لاذعًا إلى نظرة الغرب النّمطيّة تجاه المرأة العربية، التي تحصرها في الجنس والشّهوة واستبداد الرّجل، وتستخلص أنّ حريم الغرب أشد وطئًا على المرأة من حريم الشّرق. وأشادت بنضال المرأة في تحريك التاريخ ، ورفضت أن تقع في مصيدة القول بعدم التّوافق المفترى عليه بين الإسلام والديمقراطيّة. وسعت لبناء نظريّة إيجابيّة عن الحجاب، تتحدّى رؤية الثّقافة الشّائعة للنّساء المسلمات بوصفهن رهن الخضوع التّام من جانبهن والتّسلط المطلق من جانب الرّجال، مؤكّدة أنّ الحجاب لا يخنق الأنوثة، ولا يدلّ على غياب الاختيار، والحجاب أمر ديني، وترى المرنيسي في نظريّتها تجاه الحجاب بأنّ الحجاب أداة تقوّي المرأة على المقاومة في الثّقافة الرأسماليّة الاستهلاكيّة للقرن الواحد العشرين، بما فيه (سلعنة) الجسد الأنثوي.