المُحقّق الكَرَكيُّ (ت940 هـ) قراءة في دورهِ السياسي

تسعى الدراسة الى قراءة خِطاب سياسي ديني أنتجَهُ عالِمٌ بارزٌ من عُلماء المذهب الشيعي هو (المُحقق الكركي)، في حقبةٍ تاريخيةٍ عُرفت بتقلُّباتٍ وتحولاتٍ وتبدُّلاتٍ سياسية, غيَّرت خارطةَ المنطقة الشيعية آنذاك, تمثَلت بِحقبة تأسيس الدولة الصفوية إبان القرن العاشر الهجري, وقد حاولت هذه الدراسة ان تُسلط أضواءً جديدة على نشاط هذا الرجل السياسي للكشفِ عن دورهِ في تأسيس خِطابٍ مُعتدلٍ لمذهبٍ تَبَنّت الدولة الصفوية نشرَهُ في بلاد فارس, وقد انقسمت الدراسة على مبحثين اعتنى الأول منهما بقراءة النشاط السياسي للمُحقق الكركي, في عهد الشاه إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية, وقد كشفَ هذا المبحث عن ضيق أُفق هذا النشاط بسبب عدم منح الشاه إسماعيل الصفوي صلاحيات مُطلقة للكركي في تنظيم الشؤون السياسية, واقتصارِ صلاحياتهِ في الشؤون الاجتماعية والدينية, واشتغل المبحث الآخر على قراءة الدور السياسي للمُحقق الكركي في عهد الشاه طهماسب الصفوي, وقد بيَّن سِعة النشاط السياسي, واتساع رُقعة المساحة التي كان يتحرك فيها الكركي سياسياً, لاسيما بعد ان منحهُ رأس السُلطة آنذاك الشاه طهماسب صلاحياتٍ مُطلقة من خلال إصدار مراسيم سُلطانية رسمية, تمتع بعدها الكركي بِسُلطة اجتماعية دينية سياسية هيمنت على مناطق بلاد فارس كُلِها.