سياسة الولايات المتحدة الأميركية اتجاه هاييتي 1961-1963

ملخص البحث       حُكمت هاييتي من لدن نظام شمولي في ستينيات القرن العشرين، لكن الولايات المتحدة الأميركية سعت الى اتباع سياسة التسامح مع النظام في هاييتي كونه كان مناهضاً للشيوعية - بشدة - وقلل من توازن كوبا الشيوعية وتأثيرها في الشأن الهاييتي، إذ عدت الإدارة الأميركية هاييتي معقلاً ضد المد الشيوعي الذي أخذ يهدد المنطقة في ظل الصراع الدائر بينها وبين القيادة السوفيتية خلال الحرب الباردة، ويرجع ذلك إلى قرب هاييتي من كوبا، وفي الوقت نفسه حاول الرئيس الهاييتي فرانسوا دوفالييه "François Duvalier " الاستفادة من عداء الولايات المتحدة الأميركية للزعيم الكوبي فيدل كاسترو "  Fidel Castro" ، واستغلال تلك العلاقة في ممارسة حكمه المركزي المتسلط على البلاد بسبب مخاوف الولايات المتحدة الأميركية بشأن توسع الشيوعية في جزر البحر الكاريبي، الأمر الذي جعل الإدارة الأميركية لم تسمح لحكومتها بممارسة الضغط على النظام الحاكم في هاييتي وبذلك تأرجحت سياسة الولايات المتحدة الأميركية ازاء هاييتي بين دعمها لنظام الحكم فيها الذي وصفته بـ " الدكتاتوري " وبين التخلص منه وارساء الديمقراطية في دولة هاييتي الأمر الذي جعل الإدارة الأميركية ان تمسك العصا من الوسط لكي توافق بين مصالحها الدولية في المنطقة والحفاظ على امنها القومي والحد من الخطر الشيوعي وبين الابقاء على حكومة الرئيس دوفالييه في هاييتي على الرغم من اعترافها بممارسة الأخير منهج القمع لشعبه.