z-logo
open-access-imgOpen Access
الراعي والرعية ودورهما في مسار التاريخ في الفكر الاسلامي
Author(s) -
عطا سلمان جاسم
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol3.iss3.964
Subject(s) - philosophy
ذهبت النظريات الفلسفية في تفسيرها لحركة التاريخ والعوامل المؤثرة فيه عدة اتجاهات، كل منها يعبر عن نظرة وتصور صاحب النظرية وقناعته، ومع ان كل نظرية تكاد ان تكون مكملة للأخرى، أو تسد نقصاً فيها، إلا أنها تبقى مع ذلك ناقصة في طرحها ونتائجها، ولعل أحدى هذه النواقص اغفال الدور الأساس الذي تلعبه الرعية وعلاقتها مع الراعي في التأريخ واعطاء ذلك دوراً ثانوياً بالنسبة للعوامل الأخرى، مع اعترافها ان الانسان هو العنصر الأول في التاريخ فضلاً عن عاملي المكان والزمان، ولكن كل نظرية في طرحها لأسباب المتغيرات التاريخية حددت عاملاً رئيسياً وحسب اعتقاد صاحب النظرية - المحرك والمؤثر الأساس لها، هو الذي يؤثر على اتجاه الرعية وحركتهم، منها ما يرى ان صانعي التاريخ هم عظماء الرجال الذين يقودون امتهم - وهو التفسير البطولي الفردي - ومنهم من آمن بالتفسير الدوري للتأريخ، الذي ينكر أي دور للإنسان في صنع التاريخ. وآخرون آمنوا بالتفسير الجغرافي للتاريخ. حيث ان نشاطات الانسان تتحدد بالظواهر الجغرافية والمناخية، ويطالعنا في العصر الحديث اصحاب التفسير المادي الذي يرى أن النزعة الاقتصادية والمادية هي التي تشكل ركناً أساسياً في حياة الانسان ونشاطه، وآخرون ارجعوا العامل الاساسي الى التفسير الحضاري للتاريخ، ويعد ابن خلدون ( ت 808 هـ - 1405 م ) أول من كتب في هذا الاتجاه، حيث يرى ان كل مجتمع ينشأ من البداوة ثم ينتقل بالتدريج انتقالاً بطيئاً الى الحضارة وغيرها من النظريات الفلسفية التي لا تخلوا من نقصٍ أو خللٍ لذلك تعرضت كلها للنقد والتحليل. والجدير بالذكر ان بعضاً من هذه النظريات ترجع بجذورها الى العصور القديمة، الى عصر الاغريق حيث حاول مؤرخيهم تفسير احداث التاريخ ومن ايام المؤرخ ( توسيديس 456 – 296 ق.م ) ([1]) والى عصر الانبياء والرسل، فما جاء في العهد القديم وكما سنرى ذلك لاحقاً -  جذور التفسير الدوري للتاريخ، وهو لا يكاد ان ينطبق مع التفسير اللاهوتي للتاريخ عامة، والتفسير الاسلامي خاصة للتاريخ الذي يؤكد على الدور الجوهري الذي يلعبه الانسان سواءً كان حاكماً أو محكوماً ( الراعي والرعية )، وإن دورهما واحد، لا يمكن فصل دور أحدهما عن الآخر، فهما تؤمان لا ينفصلان . تناولنا في هذا البحث نبذة تاريخية عن دور الراعي والرعية في مسار التاريخ القديم، ثم في الكتب المقدسة. ثم تطرقنا الى العوامل المؤثرة في حركة التأريخ في الفكر الاسلامية وهما الراعي (البطل في التأريخ) و (الرعية). اعتمدنا في دراستنا هذه على مصادر ومراجع ثانوية، ومن هذه الكتب المقدسة (العهد القديم، العهد الجديد، القرآن المجيد) فضلاً عن كتب الأحكام السلطانية والسياسة الشرعية، ولعل الأحكام السلطانية والولايات الدينية للماوردي (ت 450 هـ) أشهرها، وكذلك (سراج الملوك) لأبي بكر الطرطوشي (ت 520 هـ) واعتمد البحث على كتاب التاريخ لليعقوبي (كان حياً سنة 292 هـ) وهو من كتب التاريخ العام، ومن المراجع المعتمدة المفصل في فلسفة التاريخ للدكتور هاشم يحيى الملاح وختاماً نرجو أن نكون قد وفقنا الى حدٍ ما في اعطاء البحث حقه ومن الله التوفيق    

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here