
( السياسة الامريكية اتجاه اللاجئين الفلسطينيين 1948 - 1982 )
Author(s) -
صدام يوسف عبد الجغيفي
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol3.iss3.952
Subject(s) - philosophy
نشأت مأساة اللاجئين الفلسطينيين, وتعمقت معاناتهم منذ ما يزيد عن نصف قرن, وتحديداً منذ نشوء الدولة اليهودية على أنقاض فلسطين, وبعد تشتت أهلها في مخيمات اللجوء والشتات، وأن نكبة عام 1948, أرغمت ما يقارب 900 ألف فلسطيني على الهجرة القسرية خارج مدنهم وقراهم، بعد أن قام اليهود وعصاباتهم العسكرية بتدمير القرى والمدن الفلسطينية, لاسيما تلك الواقعة على الساحل الفلسطيني, الممتد من الناقورة إلى غزة، اذ دمرت إسرائيل أكثر من 540 قرية فلسطينية ، وكان من نتائج الحرب العربية- الإسرائيلية الأولى عام 1948م أن شرد عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلي البلدان العربية المجاورة, ففي آخر الإحصائيات التي أجريت بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في الفترة الواقعة بين 1948 إلى 2000 ما يزيد عن خمسة ملايين لاجئ، ومما زاد من معاناة الفلسطينيين, وعمَّق جراحهم, ووسَّع دائرة تشردهم, الهزيمة العربية الساحقة التي تعرضت لها الجيوش العربية في مواجهتها مع إسرائيل, إذ استطاعت إسرائيل السيطرة على ما يقارب 78% من مساحة فلسطين الانتدابية .
ارتأت الإدارة الأمريكية أن تنظر إلى الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية من منظور استراتيجي وجيوسياسي, فمصالحها وأهدافها وارتباطاتها مع هذه المنطقة الحساسة, تداخلت مع متطلب وجود دولة ارتكاز قوية كإسرائيل قادرة على حماية المصالح الأمريكية السياسية والاقتصادية والإستراتيجية، فقد تعهد الرئيس الأمريكي هاري ترومان عام 1948 بإقامة ارتباط فريد وقوي بين إسرائيل والولايات المتحدة, والاستمرار بدعمها حتى تستطيع أن تقف على رجليها و"تؤمن حياة شعبها". وقامت المنظمات الصهيونية واليهودية في الولايات المتحدة بدور ضاغط على الرئيس ترومان لدعم مطامح اليهود ومطامعهم ومساندتها في فلسطين، لقد كان كلارك كليفورد وديفيد نايلز من أشد اليهود حماسة وتأثيراً على إدارة ترومان, حيث استغلوا الورقة الانتخابية لليهود الأمريكيين, وتلاعبوا بها لتقديم الدعم الأمريكي اللامحدود لقيام إسرائيل, والدليل على ذلك أنه بعد إحدى عشرة دقيقة من الإعلان عن قيام دولة إسرائيل, أعلن البيت الأبيض رسمياً عن الاعتراف الأمريكي بها, مع التزام ترومان شخصياً بضمان بقاء دولة إسرائيل قوية ومزدهرة وآمنة ، وكل الرؤساء الأمريكان الذين وصلوا إلى البيت الأبيض، دشنوا حملاتهم الانتخابية على منصة التأييد الشامل والكامل لإسرائيل ولسياساتها في الشرق الأوسط، وأظهروا صراحة كل أشكال الدعم الكامل لها ولرفاهة سكانها.
انصبت الجهود الدولية على التخفيف من معاناة اللاجئين الفلسطينيين من خلال المساهمة في تقديم المساعدات العينية والمادية لمخيمات اللاجئين في إطار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا», واصلت الولايات المتحدة سياسة تقديم المساعدات المادية والإنسانية لتخفيف معاناة الفلسطينيين في مخيمات اللجوء والشتات, وقد بلغ حجم المساعدات المالية الأمريكية والمساهمات الإنسانية المقدمة للأونروا في الفترة الواقعة بين 1948- 1967 ما يقارب 411 مليون دولار, أي ما يقارب 65% من ميزانية الوكالة الدولية ، وأن الموقف الأمريكي من قضية اللاجئين الفلسطينيين بقي يتراوح بين ثلاث إمكانيات: التوطين والتعويض وإعادة التأهيل.
تتجلى مواقف الولايات المتحدة الامريكية تجاة اللاجئيين وحق العودة من خلال عدة محاور منها المحور الاول مشروع دالاس 1955 والمحور الثاني : فقد جاء بعنوان مبادرة جوزيف جونسون في بداية الستينات ، اما المحور الثالث : تناول رؤية كيسنجر في السبعينيات، في حين تخصص المحور الرابع حول مبادرة ريغان في بداية الثمانينيات .