
مكانة التاريخ في الحركة الثقافة(دراسة تاريخية)
Author(s) -
شمـخي يـابـر عـويـد
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol3.iss3.949
Subject(s) - computer science
لقد أصبحت معرفة علم التاريخ ضرورة مهمة؛ لأن من خلاله يشعر الناس بوطنيتهم، وقوميتهم، ويتمكنون أيضاً من معرفة المثل الأخلاقية التي سار عليها من سبقوهم، لكونه يعنى بأحوال الناس وعاداتهم وثقافاتهم، ويقف على مراحل تطور المجتمع وانحطاطه، وفي تاريخنا الإسلامي نجد المؤرخين قد اهتموا بنقل وتسجيل ما يجدونه ضرورياً للعلم والمعرفة .
وعليه فالتاريخ يعد من ميادين المعرفة المهمة التي اهتم بها علماء المسلمين، فمع أنهم كان لهم اهتمام بكل جوانب الحركة الثقافية والفكرية التي تخص المعرفة الإنسانية في العلوم المختلفة، لكن التاريخ يعد أبرز فروع هذه المعرفة، لكونه العلم الذي يمكن من خلاله أن نشاهد الإنسانية على حقيقتها، ولذلك نجده قد خص بنصيب وافر من الاهتمام من قبل العلماء الذين تدارسوه وسجلوا أخباره، وقد أدى ذلك إلى أن تظهر كتب متنوعة في التاريخ لم تقتصر في دراستها على جانب واحد بل شملت جوانب متعددة .
وللتعرف على دور التاريخ وأثره في الحركة الثقافية جاءت هذه الدراسة بعنوان (التاريخ ومكانته في الحركة الثقافية، دراسة تاريخية)؛ إذ تم تقسيمها إلى قسمين تناول القسم الأول الذي جاء بعنوان (التاريخ وأثره الثقافي) التاريخ لغة واصطلاحا، كما تم فيه بيان فائدة التاريخ الأخلاقية التي تحدث عنها عدد من المؤرخين، وأهميته في ثقافة طلاب العلم والعلماء وأصحاب المعارف الذين اهتموا به وتدارسوه ممن اشتهروا كمؤرخين، فضلاً عن توضيح أهميته الثقافية عند رجال السياسة وغيرهم ممن اهتموا بالتاريخ، في حين تناول القسم الثاني دور المؤرخين في الحركة الثقافية، وتحدثنا فيه عن رواد التاريخ الذين أبدعوا فيه مع أن أغلبهم كانوا رجال دين أو من أصحاب العلوم الأخرى الذين امتلكوا معلومات عريضة بمختلف الاختصاصات، ولعبوا دوراً بارزاً في الحركة الثقافية، على أن دراستنا في هذا القسم قد اقتصرت على عدد من المؤرخين كنماذج؛ لأن المساحة الضيقة في هذه الدراسة لا تتسع لدراستهم جميعاً .
والهدف من الدراسة هو من أجل توضيح القيمة الثقافية والعلمية للتاريخ، ومنزلته الرفيعة بين سائر العلوم الإنسانية، لكونه مرآة كل أمة، ينعكس من خلاله ماضيها، ويترجم به حاضرها، لذلك فإن فهم التاريخ وتعليمه يعد جزءًا لا يمكن إهماله، من أجل توسيع مدارك المعرفة الثقافية عند كل من يسعى لها .