z-logo
open-access-imgOpen Access
قدسية نهري دجلة والفرات ودور الملوك الاشوريين في تفقد منابعهما في ضوء النصوص المسمارية والاثار القديمة في تركيا
Author(s) -
أحمد لفته رهمه القصير
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol3.iss3.947
Subject(s) - mathematics
الخلاصة : خصت الطبيعة العراق بمياه غزيرة ، حيث يخترق الرافدان دجلة والفرات سهول العراق طولاً من الشمال الى الجنوب. وعلى ضفاف هذين النهرين وروافدهما تأسست اولى القرى الزراعية ، ومهدت الحياة الزراعية بدورها لظهور اقدم الحضارات البشرية ، فضلاً على الدور العظيم للرافدين في المواصلات الداخلية ونقل التأثيرات الحضارية للبلدان المجاورة. وتنطبق المقولة الشهيرة للمؤرخ الاغريقي هيرودوتس (( مصر هبة النيل )) على بلاد الرافدين ، لأنه هبة النهرين التوأمين ( دجلة والفرات ) اللذان خصهما الاسلاف الاوائل من العراقيين القدامى بالتقديس والتعظيم. فعدوهما من جملة الآلهة المشتقة من القوى الطبيعية ، ومن اقدم الانهار ، ومواطن الآلهة ومصدر الرخاء والحياة. ولأهمية المياه كونها ضرورة اساسية للحياة ومصدر ليس له بديل فأنها كانت ومنذ الاف السنين محور نزاعات بين الافراد والقبائل والدول. وفي الوقت الحاضر فأن العالم مقبل على نزاعات وصراعات حادة من اجل السيطرة على منابع المياه العذبة. وتقوم الحياة في العراق منذ الازل على مياه نهريه العظيمين دجلة والفرات، ومشكلة هذه الانهار ان منابعها تقع خارج الحدود السياسية للعراق قديماً وحديثاً ضمن منطقة آسيا الصغرى (تركيا حالياً) وعليه شرع ملوك وحكام العراق القديم من الاشوريين على وجه الخصوص وخلال فترة الالف الاول قبل الميلاد بتوجيه حملاتهم الحربية نحو مناطق آسيا الصغرى لتفقد منابع نهري دجلة والفرات، اذ يتفق ذلك مع حقيقة مفادها ان تفقد منابع النهرين وضمان حمايتها مثل سياقاً سياسياً وعسكرياً اساسياً في توجهات ملوك الالف الاول فبل الميلاد الاشوريين لضمان تدفق مياه النهرين وحقوق البلاد فيهما. لقد تمتع العديد من الملوك الاشوريين بالحس التاريخي وذلك من خلال تخليد انتصاراتهم على الاعداء في المنطقة، حيث منابع النهرين، بالعديد من النصب والمنحوتات التذكارية التي وضعت في اماكن شاهقة يصعب الوصول اليها. وكان الهدف من وراء ذلك، فضلاً على ابعادها عن ايدي العابثين، توثيق مرور الملك الاشوري وجيشه في منطقة معينة كرسالة موجهة الى الاجيال اللاحقة. وعليه كانت الرغبة لدى من ينصبها ان يلاحظها من يمر بالمنطقة مستقبلاً وليست بالضرورة ان يسمع بها من يطلع على النصوص الملكية التي يمكن ان تحفظ في اي مكان .

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here