
صوت الصدر عند الخليل وسيبويه ومَنْ تبعهما مِنَ النحويّين
Author(s) -
نعيم سلمان البدريّ
Publication year - 2019
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol3.iss3.931
Subject(s) - political science
يرد مصطلح (صوت الصدر) أوّل ما يرد في كتاب العين في سياق شرح الخليل ت175هـ لمفردة (الـهَمْس) إذ يقول:" الـهَمْسُ حسّ الصوت في الفم ممّـا لا إشراب له من صوت الصدر, ولا جهارة في المنطق, ولكنّه كلام مهموس في الفم كالسرّ "([i]), وعلى الرغم من أنّ الخليل لم يكن بسبيل الكلام على صفات الأصوات، وإنّما كان في سياق بيان دلالة مفردة (الهَمْس) كما هو واضح نرى أنّه في قوله:" ممّـا لا إشراب له من صوت الصدر، ولا جهارة في المنطق، ولكنّه كلام مهموس .... ", يلمح إلى مصطلح (الهَمْس) الذي يقابل (الجهر) في صفات الأصوات, فالمصطلح إذن خليليّ. وقد ورد المصطلح أيضا عند سيبويه ت180هـ إذ يقول:" وأمّا الحروف المهموسة فكلّها تقف عندها مع نفخ؛ لأنّهن يخرجن مع التنفّس لا صوت الصدر، وإنّما تنسلّ معه "([ii]).
وإذا جمعنا بين نصّ الخليل ونصّ سيبويه نستطيع أن نخلص إلى أنّ (صوت الصدر) لا يكون مع الحروف المهموسة عند الخليل وسيبويه, فنصّ العين ونصّ الكتاب وَاضِحَا الدلالة على ذلك,
فهل نستطيع أن نفهم من هذا أنّ صوت الصدر فارِقٌ بين المجهور والمهموس عند سيبويه؟!.
لقد ذهب إلى ذلك جماعة من الباحثين في الأصوات, إذ يقول الدكتور إبراهيم أنيس في تفسير (صوت الصدر):" ولعلّ هذا الصوت هو صدى الذبذبات التي تحدث في الوترين الصوتيين بالحنجرة, وهذا الصدى نحسّ به ولا شكّ في الصدر, كما نحسّ به حين نسدّ الأذنين بالأصابع, أو حين نضع الكفّ على الجبهة, فهو الرنين الذي نشعر به مع المجهورات, وسببه تلك الذبذبات التي في الحنجرة"([iii]). وتابعه الدكتور عبد الصبور شاهين إذ يقول :" فقد أدرك سيبويه إذن صدى الصوت لا الصوت ذاته، لعدم معرفته بمصدر الذبذبة الصوتيّة"([iv]).
ويقول أيضا إنّ سيبويه:" حاول أن يلقي مزيدا من الضوء على فكرته حين تحدّث في مواضع أخرى عن الفرق بين المجهور والمهموس فجعل أساس هذه التفرقة (أنّ صوت المجهور من الصدر والفم، وصوت المهموس من الفم وحده )"([v]).
([i]) كتاب العين 4/10 .
([ii]) كتاب سيبويه 4/175 .
([iii]) الأصوات اللغوية 122 , وينظر : البحث اللغويّ عند العرب 116 ــ 117، والدراسات الصوتيّة عند علماء التجويد 115، والصوت اللغويّ في القرآن 21.
([iv]) في التطوّر اللغويّ 201 .
([v]) المرجع السابق 201 .