z-logo
open-access-imgOpen Access
نقد نيتشه لفكرة الواجب الأخلاقي عند كانط
Author(s) -
هبا عبد الآله يونس
Publication year - 2021
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol2.iss43.2233
Subject(s) - psychology
برغم المنزلة العظيمة التي حملتها فلسفة كانط في فلسفة نيتشه وبخاصة الدور النقدي الاستثنائي لكانط وأثره في من بعده بما أنه أيقظ العقل للبحث عن المعارف والتحديات بما في ذلك الميتافيزيقية منها فالتعالي العقلاني الكانطي بحثاً عن المعرفة والحقيقة والقيم والتنظير لهذه المركبات كل هذا يَراه نيتشه امراً استثنائياً وتحدياً مغايراً للواقع الحضاري الأوربي نلحظ رفض نيتشه لمبادئ الفلسفة الكانطية القائمة على العقلانية المطلقة في مبانيها الشمولية ومن بينها نظريته في الاخلاق والتي يمكن حصرها في مجموعة وصايا حتمية يحكمها العقل وبها يجب أن نلتزم ونطيع ومحاولته جعل " الواجب" عملاً منطقياً وليس مجرد أوامر إلهيه والقيم الأخلاقية يمكن استنتاجها بالعقل فقط وربط الأخلاق بالإرادة النّابعة من عقل الإنسان الواعي لا من رغبته والتمسّك بالأخلاق وفعل الصواب واجب أخلاقي واحترام القانون الاخلاقي هو الدافع إلى الفعل الخلقي ولأن المعرفة الإنسانية محدودة كما يقول فالأخلاق يجب أن تتعدى النظرة الضيقة التي تنحصر في المنفعة الشخصية وعلى العكس تماماً نيتشه لم تعجبه فلسفة كانط في الأخلاق ويسميها التعصب الأخلاقي وإنها تبين غريزة كانط الدينية وتأثره بالفكر المسيحي ومحاولته لجعل " الواجب" عملاً منطقياً وليس مجرد أوامر إلهية وضعته بين مفكري عصر التنوير حيث نجد أن سبب الأخلاق علمي عقلاني لا ديني فعلى العكس تماماً تقبع فلسفة نيتشه فهو يسعي إلى تحطيم كل قيم الأخلاق انطلاقا من ضرورة تحرير الإنسان من كل معتقد أو قيمة ولأنه لا قاعدة قاعدة يمكن أن تشكل المرجعية لأي فعل خلقي ولأنها برأيه النسخة الأخرى من الدين الذي طالب بموته فما قام به كانط برأي نيتشه هو إحياء الدين بفلسفة الأخلاق وبالتالي لم يكن كانط أكثر من نصف رجل دين وليس فيلسوفاً وهذا ما قاد نيتشه الى القول أن الأخلاق لا يجب ان تعتمد على العقل وحده لأنها لو كانت تعتمد على العقل وحده فعقلي ليس مثل عقلك وبتعدد العقول تتعدد القيم الخلقية وعلى كل واحد منا يجب أن يبني عالمه الأخلاقي بنفسه هذا هو ضروراته الحتمية فالناس تهلك إذا أخطأت وامتثلت للواجب العام بدلاً من واجبها الخاص.

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here