الترسّبات المتوحشة في خطاب الإهانة

     الاهانة إستراتيجية للهيمنة غايتها الجوهرية إنهاك الرمزية التي تشيدت عليها مقاومة الآخر ويرى جان جاك روسو أن الاهانة تدرج طبيعي في العلاقات البشرية والفهم الثقافي لواقع الحياة إذ" لم يَكد الناس يبدءون بتقدير بعضهم بعضًا مبادلة، ولم تكد فكرة الاعتبار تتكون في نفوسهم، حتى زعم كلٌّ وجود حق له في ذلك، وصار يتعذر إنكار ذلك على أحد من غير عقاب، ومن هنا نشأ أول واجبات الأدب حتى بين الهمج، ومن هنا صار كل خطأٍ إهانة، وذلك لأن المُهان كان يرى في الشر الذي ينشأ عن الإهانة ازدراءً لشخصه أشد إيلامًا من الشر نفسه. وهكذا إذ كان كل واحدٍ يجازي على الازدراء المُوجه إليه بنسبة ما يُقدّر فإن الانتقامات أصبحت هائلة، وصار الناس قساة سفاحين"([i])ومن ثم فأنها تبدو حاجة وظيفية تتبلور بنتيجة الصدام الثقافي بين الناس.   ([i])ينظر أصل التفاوت بين الناس :63 جان جاك روسو ترجمة عادل زعيتر مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة القاهرة 2013 ط1