
صراع الآلهة مع البشر في المعتقدات المصرية القديمة
Author(s) -
سعد عبود سمار,
سهاد علي عبد الحسين
Publication year - 2020
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol2.iss40.1613
Subject(s) - psychology
شكل الدين في حياة الإنسان جانباً أساسياً وجوهرياً لاسيما مع وجود الظواهر الطبيعية التي ارتبطت ارتباطاً مباشراً بحياة الإنسان وسلامته ، ومع بروز فكرة الإله الخالق فضلاً عن فكرة التعددية (أي وجود أكثر من إله) تبعاً لتعدد الظواهر الطبيعية نجد الإنسان مرغماً على طاعة واسترضاء الآلهة التي كانت هي المتحكمة بمصيره .
لقد انتشرت تلك الفكرة في مختلف البلدان مع تقدم أو تأخر حضارتها ومن بين تلك البلدان مصر القديمة ، إذ كان المصريين القدماء يخشون الإله ويجلونه لاسيما بوجوده معهم في العالم الدنيوي متجسداً بشخص الفرعون الحاكم ، إلا أننا نجد في بعض الأحيان صراعات تبرز يكون أطرافها الآلهة والبشر ومنها على سبيل المثال أسطورة دمار البشرية التي نستنتج منها أن انتقام الإله الخالق في تلك الأسطورة قد اتخذ ثلاث مراحل الأولى حينما نصحته الآلهة بأن يرسل على هيئة تفنوت ويعتقد أن تلك المرحلة كانت مجرد إرهاب لأعداء الإله من البشر لذلك لاذوا بالفرار دون أن يحدث لهم شيء ، وربما كان إرساله لعينه في تلك الهيئة السامة كان متوافقاً مع عدم رغبته في قتل البشر ورحمته بهم وحينما أرادت الآلهة والإله (رع) الذي استمع لنصحهم الانتقام الفعلي من البشر ، كان لابد أن يتم ذلك على يد آلهة أكثر شراسة .
يتضح مما سبق أن صراع الإله الخالق مع البشر بسبب اخطائهم إلى ما تميز به الإله الخالق من رحمة وتسامح تجاه البشر ، وهذا ما يتضح في رحمته في العديد من المواقف حينما أمر المجمع الإلهي بأن يأتوا في سرية تامة بحيث لا تخلع قلوب البشر ثم في تصديد لابنته الإلهة (حتحور) حتى لا تهلك البشرية .
ونلحظ من التماثل الحاصل في العديد من النصوص العراقية القديمة التي تشير إلى انتقام الآلهة وصراعها مع البشر متجسدة في العقاب الظالم الذي أقره الإله (أنليل) على مدينة "أور" التي لم ترتكب ذنباً واضحاً يكون سبباً للانتقام الإلهي ويكون بذلك قد اقدم على أولى خطوات الصراع مع الإله (أنليل) ، فقد كان الانتقام فقط من أجل تنفيذ مشيئة الإله (أنليل) ، هذا ما تميزت به معبودات بلاد الرافدين بميلها إلى العنف والانتقام نتيجة لطبيعة البلاد وما يسودها من قلق واضطراب انعكس على نظرة الآلهة فيها .