تناقص مساحات الانتاج الزراعي في محافظة واسط باستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS

إن المجتمع الذي لا يخطط استخدام أرضه يفقد حاضره ومستقبله ولا عجب بان نجاح الكثير من الدول تحقق بسبب مقدرتها على التعامل مع الأرض وإن الكثير من الدول المتخلفة ما كانت لتكون كذلك لو استطاعت استغلال أراضيها، فالتزايد المستمر لأعداد السكان في العالم، بشكل متوالية عددية، ترتب عليه ازدياد في الطلب على المواد الغذائية لتلبية وإشباع الحاجات السكانية، فكان لا بد من إحداث تغيير في إدارة الأرض يتناسب مع الزيادة الهائلة في إعداد السكان ولتتناسب مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية السائدة نحو الأفضل .إن التخطيط المناسب لاستخدامات الأرض في ظل الموارد الطبيعية والملائمة البيئة يجب إن يأخذ جميع احتمالات التطوير الممكنة بعين الاعتبار، وذلك بغية الوصل إلى تقويم استخدامات الأرض الأكثر موضوعية بين مجموعة البدائل المتوافرة. وهنا تبرز أهمية الخرائط في تقديمه للوسائل والحلول المناسبة لإجراء المعالجات والتحاليل المختلفة ومن وجهات نظر مختلفة بحسب الحالة المدروسة نظرا لما يتمتع به علم الخرائط من قدرة على تحصيل ومعالجة للمعطيات الجغرافية والتعامل معها . لقد بدأ الاهتمام بمسوحات استخدام الأرض و الاستفادة من نتائجه في إعادة تخطيط هذه الاستخدامات يزداد بعد النجاح الذي حققه مشروع مسح استخدامات الأرض في بريطانيا و الذي كان الهدف منه آنذاك تحديد الأراضي الصالحة للزراعة و تمثيلها على الخرائط, إذ تم بموجبه تقسيم الأرض على ثلاث فئات، جيدة و متوسطة, وفقيرة . وقد استفادت بريطانيا من مسوحات استخدام الأرض هذه بشكل كبير في إعادة تخطيط الأرض بما يكفل لها تحقيق زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي, و استناداً إلى الحقائق التي كشفت عنها مسوحات استخدام الأرض. فقد اتخذت مجموعة من القرارات المهمة و التي نجم عنها ارتفاع سريع في إنتاج بريطانيا من المواد الغذائية.