الروابط الحجاجية (دراسة نقدية)

تنتمي الرّوابط أو الوصائل الحجاجيّة إلى اشتغالات نظرية الحجاج في المستوى اللّغوي، أو ما يعرف بالحجاج داخل اللّغة الذي تعزى نشأته إلى ديكرو وأنسكومبر، وتأخذ تلك الرّوابط وظيفة حجاجية عند أصحابها، وفي أحسن الأحوال وظيفة التّوجيه الحجاجي داخل ملفوظ ما ، مع استبعاد القول بوظيفتها النّحويّة التّقليديّة . وهذا البحث سيذهب إلى أنّ تلك الرّوابط لا تنهض بالوظيفة الحجاجيّة أو لا تؤدي توجيهًا حجاجيًّا ، إذ يمكن الاستغناء عنها من دون الإخلال بالنتائج المترتبة على الحجج ، وهذا يعني أنّ الوظيفة المركزية لها هي الرّبط لتحقيق التّماسك والاتّساق ، خلافًا لمن جعل هذه الوظيفة وظيفة هامشية ،وخلافًا لمن أتى بمصاديق لا تنسجم مع مفهوم الرّبط أّوّلًا، ولا تنسجم مع القول بالتّوجيه ثانيًا، إنّما التّوجيه الحجاجي هو من اشتغالات ما يعرف بـ(الموضع) أو (المبدأ الحجاجي) أو (الضامن)، وغاية ما يؤديه الرّابط أنّه ينهض بوظيفة ثانويّة أو قل وظيفة مساعدة للموضع .