فاعلية الذات وحركة حضورها النصي ( بسط معرفي )

تعددت زوايا النظر الى النص الادبي وتنوعت دراسته تبعا للمناهج التي حددت زوايا النظر بما يتناسب وطروحاتها الفكرية واسسها الجمالية، فكل منهج له خصوصيته القرائية التي تبنّاها ليغاير بها المناهج الاخرى، اذ غالبا مايظهر المنهج على اعتاب مناهج اخرى مغايرة لوجهته ، الامر الذي جعل وظيفة النقد الأدبي ترتهن بالقدرة على إنتاج المعرفة - معرفة بالنص الأدبي -، وهذا يعني أن النقد الأدبي هو نص ثانٍ، لكنه يختلف عن النص الأدبي المدروس في كونهِ يحاول أو يؤسس لعناصر المعرفة في هذا النص( ) . تصنف المناهج النقدية الحديثة وفقا لرؤاها وعوامل صيرورتها و ديمومتها على ثلاثة : ( المناهج الخارجية ، المناهج الداخلية، نظرية القراءة والتلقي )ظلت المناهج الخارجية مسيطرة على ذهن الناقد ردحا من الزمن ، صب النقاد اهتمامهم فيها على خارج النص فنالت الظروف الاجتماعية والسياسية والنفسية جل اهتمامهم ، الامر الذي غيَّب فيها الوقوف على جمالية النص ، او البحث في خصوصيته اللغوية والمتعة التي تمنحها لقارئه ، فأتت المناهج الداخلية ثورة على المناهج الخارجية ، لتعطي للنص سلطة الحضور والتميز ، فصبت اهتمامها على النص وطبيعة تكوينه ، الامر الذي جعلها تطلق رصاصة الرحمة على كل اهتمام خارجه ، فاعلنت موت المؤلف مثلما قوضت سلطة الخارج النصي ، او كل ما يخص نشأت النص وظروف تشكيله السياسية والاجتماعية ..فاتُهمت بالتعالي على الذات الانسانية ، لانها لم تهتم بالمنتج الاول ( المؤلف) والمنتج الاخر المتنوع ( المتلقي ) .