z-logo
open-access-imgOpen Access
قصيدة النثْر العراقية قراءات في قصدية الخطاب
Author(s) -
أ . م . د . علياء سعدي عبد الرسول
Publication year - 2021
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol2.iss25.2694
Subject(s) - business
حيث تكون اللغة نسيجًا لمديات واسعة في العلاقات الإنسانية، فلا بدّ من أَنَّها لا تعتمد رسالة ذات موجة أحادية، إذ هي خريطة توالد العلاقات الإنسانية . فهي بحسب بنفست "خطاطة تسمح بقيام المجتمعات الإنسانية"( ) . إِنَّ التعامل اللغويّ يشحنه محوران: المحور الأفقي (أصوات + معجم + تركيب + معنى + تداول)، والمحور العموديّ: وهو المقصديّة الاجتماعية التي تعبّر عن أوضاع الذات المختلفة، وعن العلاقات الإنسانية المتفاعلة( )، عندئذٍ يصبح التعامل امتزاجيًا يتدخل في خصوصيات الذات وطروحاتها على مختلف الأصعدة؛ غير أنّ التحليق في فضاءات التشاكلات النصية المغايرة للغة الاعتيادية، يحوّلها إلى مجال تدليلي آخر "تضع هوية المعنى أو الذات المتكلمة في أزمة"( )، تتوالد منه علاقات إنسانية جديدة، تدور في رحى الانزياح الذي يُغذّي دوالّها، لتفرض مقصديتها على سلطة المرجعية المتقولبة . وإلى مثل ذلك "يذهب إيكو إلى أنَّ العمل الأدبي هو نظام من القيم، يجعل خبرة سابقة مفهومة فقط، من خلال طريقة تركيبية تفضي هي الأخرى إلى فهم ما يترتب عليه"( ) . ولعلّ الشعر هو الأقدر على كسرِ دائرة الروتين، ليرسم (بانوراما) ذاتية خصبة، إذ "إنّ الشاعر حين يتناول الألفاظ يبدأ بتهشيمها، وتحطيمها، ثم يذروها في أعماقه، ليحرقها حرقًا مساويًا لتجربته الانفعالية، وليخلق مخلوقًا جديدًا له سمات خاصة تحمل سمات البنية التركيبية: (الذاتية والموضوعية)، لخالقها"( ). وكان التعريج على قصيدة النثر، من هذا المنطلق، بالصورة الأكثر عمقًا؛ إذ تعدُّ "تمثيلاً لحراك إبداعيّ جديد، ينجز أسئلته بعيدًا عن القياسات والأُطر المدرسية، ويفتح صفحة جديدة تسمح للجسد الناقص والمقهور والمحاصر أنْ ينتج علاماته في حرب ثقافية هي الأقسى والأكثر ترويعًا في التاريخ الشعري"( ). وهي "قصيدة ذات بنية سائلة في طبيعة التعرج والتشعّب، وفضاءاتها اللغوية والإيقاعية مفتوحة، دون حدود أو قيود، وهذا يمكّن الشاعر من التعبير عن تجارب داخلية معقدة، وعن مشاعر محبطة أو مكبوتة، خوفًا من سلطةٍ ما"( ) . إنَّ "قصيدة النثر بأدائها الحداثيّ تشكل تجاوزًا ذا زاوية منفرجة . ورأس هذا التجاوز في حدود واسعة بالشطب على الوزن والإيقاع الخارجي، بوصفه انحيازًا مشروطًا"( ) . فرسمت صورة أكثر حرية، ناسفةً كلَّ بُعدٍ فيزياويّ للمقايسات العروضية، لتنأى بنفسها عن نظريات عربية أصبحت من زاوية نظرها بالية، فقد أوجدَ أصحابُ قصيدة النثر "إيقاعًا خاصًّا بها وهو عبارة عن حركة ذهنية يمكن تمثلها فكريًّا بمعزل عن كل أنواع ضوابط الإيقاع"( ) .

The content you want is available to Zendy users.

Already have an account? Click here to sign in.
Having issues? You can contact us here