الدراسات الحديثة في المكافحة الحيوية للإمراض تحت نظم الزراعة العضوية

خلق الله هذا الكون الفسيح بحكمة بالغة وأودع كل مكون فيه مهام متعددة وبأنظمة محددة . يقول سبحانه وتعالى " أنا كل شئ خلقناه بقدر" القمر : 49 ويقول جل وعلا " وكل شئ عنده بمقدار " الرعد : 8 يعتبر الإنسان جزءاً هاماً من هذا الكون وقد خلقه الله واستخلفه في الأرض لاستثمارها بما يحقق مصالحه ومصالح الكائنات الأخرى ، فمنذ أن مارس الإنسان الزراعة وهو يتبع أسلوب الزراعة النظيفة والتي تعتمد على استخدام كل من الزراعة العضوية و الحيوية ، وبدا هذا تحديدا بعد الحرب العالمية الأولى حيث استغلت المصانع الحربية لإنتاج الأسمدة الأزوتية ، وتزايد بالتدريج استخدمها بدعوى زيادة الإنتاج الزراعي ونتج عنه زيادة تعرض النباتات للإصابة بالأمراض والآفات وبالتالي استخدام متزايد للمبيدات الكيمائية ومن هنا بدأ ظهور الآثار السلبية لاستخدام تلك المواد الكيمائية وعادت الدعوة إلى الزراعة النظيفة . وكان أول تدخل للإنسان في الطبيعة هو اختراعه لمركب ddt وهذا المركب كان يستخدم لأغراض عسكرية حيث انتشرت الآفات الحشرية على الجنود أنفسهم وبعد انتهاء الحرب تم تجربته في الحقل وأعطى نتائج ممتازة ومن هنا تسابقت الشركات لإنتاج هذا المركب ليس فقط بل مركبات أخرى جديدة تختلف في الجرعة والسمية لقد ساهمت المبيدات الكيمائية بدور هام في زيادة الإنتاج و القضاء على العديد من هذه الممرضات إلا إنها تواجه العديد من النقد المتزايد بما تؤديه من حدوث آثار سلبية على البيئة ووجود مستويات من متبقيات المبيدات في المنتجات الزراعية بالإضافة إلى أنها تشكل تهديد لصحة الإنسان ، وتأثيرها المباشر على الكائنات الدقيقة النافعة الموجودة في التربة الزراعية وظهور سلالات جديدة من الممرضات مقاومة لفعل المبيد .