مَدرسةُ الاستشراقِ الروسيِّ ودورُها في الدراسات اللغويَّة والأدبيَّة

ممَّا لا يخفى على كل دارس المكانة التي تحتلها المدارس الاستشراقية المختلفة ، من خلال ما رفدته من مؤلفات امتلأت بها رفوف المكتبات العربية والغربية ، وإن كانت هذه المؤلفات لا تتفق في أهدافها ، فمنها ما كان منصفًا ، ومنها ما كان مغاليًا لأغراض متعددة ، وما يهمنا من هذه الدراسات ما كان منصفًا ، إذ نقل المستشرقون صورة الشرق إلى الغرب ، ولولاهم ما تعرف الغرب على الشرق ، وكان من مجمل ما نقلوه ودرسوه التراثان اللغوي الأدبي .ارتبطت علاقتنا بالمدارس الاستشراقية منذ زمن ، ففي دراساتنا المختلفة كنا نطلع بين أوان وآخر على كتاب أو بحث لمستشرق ، ونجد الجهد الكبير الذي بذله في البحث والتدقيق والاستنتاج والتحقيق ، ولفت هذا الأمر انتباهنا ، وتملكتنا الحيرة في سبب هذه العزيمة والإصرار على الدرس ، حتَّى إننا نفتقد إلى هذا الجهد عند معظم الدارسين العرب ، وهم يدرسون تراثهم الكبير .