اثر استراتيجية تنال القمر في تنمية مهارات القاءة الجهرية

ما تزال مشكلة التمكن من إتقان مهارات القراءة في العصر الحديث تأخذ الحيز الكبير عند معلمي المواد الدراسية في تعليم التلاميذ ، إذْ التمكن من اللغة العربية بمفرداتها ومعانيها يتوقف على إتقان مهارات القراءة ، وإن نظرنا إلى واقع المدارس لاسيما المرحلة الابتدائية نجدها تعاني من ضعف واضح في المهارات الأساسية ، إذْ نلاحظ إنّ الضعف القرائي عاجز في تحقيق أهداف القراءة ، من فهم المقروء ، وإدراك المعاني والأفكار أو لضبط الخطأ للألفاظ وبالنتيجة يؤدي إلى قلة محصول الناشئة من مفردات اللغة وصياغتها وتراكيبها وهذا مما له آثار سيئة على الصعيدين النفسي والاجتماعي ، والثقافي والعلمي والحضاري . وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت محليًا وعربيًا وعالميًا في بحوث تعليم القراءة وما يتصل بها ، وتعليمها للصغار والكبار على حدٍ سواء ، إلى حدٍ بلغت بحوث تعليم القراءة من الكثرة درجة يصعب حصرها، وهي كثرة لم ينلها فرع من فروع اللغة العربية، في بحوث تعليمها في البلدان العربية (عصر : 2000،ص127). لكن ظل مفهوم القراءة وفهم المقروء محصوراً في دائرة ضيقة ، حدودها الإدراك البصري للرموز المكتوبة ، والتعرف إليها ، ونطقها ، وكان معيار القراءة الجيدة هو سلامة الأداء ، ونتيجة للبحوث التربوية المتقدمة تطور هذا المفهوم ، وأصبحت القراءة عملية فكرية عقلية هدفها الفهم ، أي بمعنى آخر أصبح الهدف القرائي انتقال ترجمة الرموز المكتوبة إلى مدلولاتها من الأفكار (عبد الهادي ، نبيل، وبسندي : 2005،ص 185) . وهذا ما أكدته جملة من الدراسات والبحوث التي اهتمت بمهارات القراءة مثل دراسة (العزاوي :1988) ودراسة (جمهورية العراق ،وزارة التربية :2001) ودراسة(المشهداني:2008)ودراسة(صابر :2009) . ويرى الباحث أن هناك حاجة ملحة لتمكين التلاميذ من القراءة الصحيحة والسليمة وفهم المقروء والإفادة منها ، نفسيًا واجتماعيًا وتربويًا وهذا لا يتم إلا بالبحث عن طرائق وأساليب واستراتيجيات ووسائل تعليمية حديثة ملائمة يمكن من خلالها تجاوز هذه المشكلة والتمكن منها، لذا سيحاول الباحث الإجابة عن السؤال الآتي : ما اثر إستراتيجية تنال القمر في تنمية مهارات القراءة الجهرية عند تلاميذ الصف الخامس الابتدائي ؟