مقومات التنمية الريفية في قضاء الكوت

تستهدف التنمية تجييش وتعبئة الإمكانيات المادية والبشرية الموجودة في المجتمع الريفي ووضع الخطط لرفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي والحضاري والثقافي لأفراد المجتمع ، الذين يشاركون في هذه العمليات ، ويمثل المجتمع الريفي القاعدة الأساسية في التكوين الهرمي للاقتصاد العراقي ، وقد ظل هذا القطاع يعاني ويعاني لفترات طويلة من مظاهر التخلف والتدهور والحرمان المتداخلة والمتعددة الجوانب والتي شملت الحالة الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والثقافية ، وقد ساهمت في هذه الظواهر عوامل كثيرة من السيطرة الاستعمارية وتوالي الحكومات المستبدة التي لم تهتم بهذا القطاع وغياب السياسات التخطيطية كان له الأثر الأكبر في خلق فجوة كبيرة بين الريف والمدينة مما يقف حائلا أمام مسيرة التخطيط الشامل للتنمية القومية ، مما يستوجب وضع الخطط للنهوض بالريف من خلال كل الجهات المسئولة وتقليل الفجوة بينه وبين المدينة (1). وإن اختيار قضاء الكوت كمنطقة للدراسة ناتج من كونه عانى ولا يزال يعاني من بعض المشاكل التي تخص القطاع الريفي من حيث تردي الاقتصاد الزراعي وقلة الاستثمارات وشحة المياه ومنافسة البضائع الأجنبية ، مما جعل الريف متخلف اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا بالقياس مع المدينة وهذا واضح من خلال الهجرة الريفية تجاه المدينة ، وهدف البحث هو معرفة المقومات الطبيعية والبشرية للتنمية الريفية وسبل النهوض بها ، وهل من الممكن تسخير هذه المقومات لغرض تنمية المناطق الريفية في منطقة الدراسة