النحو الصوفي (نحو الاشارة او نحو القلوب

إن التجربة الروحية في الإسلام ميدان واسع يزخر بألوانٍ شتّى من العقائد والفلسفات جاء بها الإسلام وأقرّها القرآن الكريم، وأكدّتها السنة النبوية، وتبلورت في حياة الصحابة رضوان الله عليهم. حتى اتسمت بالفرار من الدنيا والصروح المادية، والانقطاع عن الناس واعتزال الحياة ثم تطورت إلى التصوف المعروف، وقد ضمت فيما بعد أشتاتاً من الثقافات الأجنبية عن طريق الترجمة والإختلاط المباشر بالأديان والفلسفات القديمة( ) .إن نشأة العلوم الإسلامية ومنها علوم العربية في ظل هذا الجو الروحي الإسلامي جعل هذه العلوم تتأثر في الجو الروحي العام السائد بين المسلمين ولا سيما لدى الطوائف الأولى من علماء العربية، ولدى الصوفية فيما بعد.من هنا تتبيّن أهمية دراسة اللغة العربية في ضوء التراث الفكري الإسلامي الروحي لارتباطها به ارتباطاً لا انفصام له، إلا إنها فُصلت عنه لدى الدارسين المتأخرين والمعاصرين في ظل الحضارة المادية الغربية التي اجتاحت المسلمين. والله الموفِّق، والهادي إلى الرشاد والعصمة. والحمد لله رب العالمين.