فكرة الإقليم الجغرافي عند العرب المسلمين

دراسة الإقليم في المدينة العربية من الموضوعات التي اولاها الجغرافيون منذ القدم اهتماما خاصا ، وأعطوها مكانة متميزة في سجل عطاء اتهم العلمية في مصنفاتهم التي عرفت بالتنوع والشمول. وجاءت فكرة الإقليم عند العرب المسلمين باعتبارها جزء لايتجزء من كلمة الجغرافية فقد جرى قدماء الجغرافيين على استعمال هذا اللفظ (الجغرافيا )علما ان كتاب بطليموس المعروف في الجغرافية وكتاب ماريوس الصوري قد فسرا كلمة الجغرافية في هذا الموضوع بأنها قطع الأرض (1). كانت الجغرافية الإقليمية أول الميادين التي طرقها الجغرافيون بعد الجغرافية الوصفية ، فقد اتبع الجغرافيون طريقة دقيقة وممتعة في تقسيم عالمهم الطبيعي والمناطق المتاخمة لهم ، وفي القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي ) بلغ الأدب الجغرافي العربي اوجه في مجال تطوره نتيجة لحركة مستقلة قائمة بذاتها وهو يزخر بمصنفات مهمة في محيط الجغرافية الإقليمية ، غير ان الإنتاج الأدبي لم يقف عند هذا الحد ، فقد تم في هذا القرن أيضا تشكيل ما يسمى بالمدرسة الكلاسيكية الجغرافية العربية كما شهد أيضا ميلاد أكثر آثار الكارتواغرافيا العربية أصالة وهو (أطلس الإسلام )، وقد بلغ عدد الرحالة في هذا القرن حدا كبيرا ، وفي هذا العصر بالذات نفذت الجغرافية الى الأنماط الأدبية المقارنة لها وافردوا لها مكان في دائرة المعارف وفي المصنفات البيلوغرافية وفي معاجم المصطلحات كما ارتبطت ارتباطا وثيقا الموضوعات الأدبية . وقد جاءت مشكلة البحث على شكل التساؤل الآتي :كيف حدد العرب المسلمين فكرة الإقليم ؟ وما هو دورهم في تحديد ودراسة الجغرافية الإقليمية ؟اما فرضية البحث هي ان للعرب المسلمين دور في تحديد فكرة الإقليم ودراسة الجغرافية الإقليمية وتقسيمها الى جوانب طبيعية وأخرى بشرية .