
السلطة العباسية والمعارضة دراسة تاريخية في عقوبات السلطة(132ـ 247 هـ/ 749 ـ 861م)
Author(s) -
أ.م.د ناهضة مطير حسن
Publication year - 2021
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol2.iss10.2457
Subject(s) - political science
في كُّلَ عصر يوجد حاكم وتوجد معارضة ، وهي حالة صحية تدل في معناها العام ان البَشرْ لا يمكن ان يجتمعوا ويَقُروا شخصاً بعينه سلطانا عليهم مهما كانت مستوياتهم الثقافية والفكرية ، ومن المؤكد ان الحُكام لم تكن ردَّات فِعلهم بمستوى واحد ، في مواجهة حركات المعارضة ، فقد يتعامل الحاكم بشدة وقسوة مع حركات لا سيما تلك التي تُهددْ حُكمه ، في حين نجده يغض النظر عن اخرى .وقد وردت في القرآن الكريم عقوبات مختلفة ينالها الكُفار والمرتدين والخارجين عن الدولة ، ومن يُهدِد وحدتها ، او يتجاوز حدود الشريعة الإسلامية تتراوح بين الرجم والقتل او تقطيع الايدي والارجل...الخ ، وقد طُبقت بعضها بالفعل لحفظ كيان الإسلام ، لا سيما في عصر الرسول والخلفاء الراشدين لكن الانقلاب الكبير الذي حصل في الدولة الإسلامية كان بعد تولي الامويين والعباسيين ـ الذين ابتدعوا اساليب مختلفة في التعذيب ـ السلطة ، هو توسع نطاق عمل تلك العقوبات لتشمل من يَخرُجْ عن السلطة حتى وإن كان خروجه لإنصاف المظلوم وردع الظالم او للحفاظ على الكيان الإسلامي او لقول كلمة الحق بوجه من جيًّر السلطة والاموال له ولحاشيته ، وترك شعبه في الظُلمات فكان لا بد من المقاومة .يتناول موضوع بحثنا الكيفية التي تعاملت بها السلطة مع من ناوأها حيث عُدًّ القتل ضرورة سياسية لتوطيد الحكم في تلك الظروف الاستثنائية كما نحاول الاجابة عن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وهو هل من حق الحاكم التنكيل بأبناء شعبه بتلك الاساليب القاسية ؟ ام الواجب يقتضي الحِكمة ومُراجعة النفس ،من اجل تحديد الاسباب التي دفعت اولئك الناس الى التمرد عليه ، وقد حددنا الفترة من 132ـ 247 هـ ويأتي تحديدنا لعام 247هـ وذلك لانه في هذا العام ، قُتل الخليفة المتوكل على الله بتحريض من القادة الاتراك ، اصحاب السلطة الفعلية واصبح الخلفاء العباسيين بعده هم الضحية التي تُنحًّر في الوقت الذي يرتأيه الاتراك ومن جاء بعدهم من سلطات الاحتلال .