
التنافس المملوكي – الإيلخاني على الحجاز ( 718هـ / 1318م )
Author(s) -
د عباس خميس الزبيدي
Publication year - 2021
Publication title -
maǧallaẗ kulliyyaẗ al-tarbiyaẗ
Language(s) - Arabic
Resource type - Journals
eISSN - 2518-5586
pISSN - 1994-4217
DOI - 10.31185/eduj.vol2.iss10.2455
Subject(s) - mathematics
رغم فقدان الحجاز لسلطانه السياسي بعد العقد الرابع من القرن الأول الهجري ألا أنه ضل يحتفظ بمكانته الروحية باعتباره مهد الرسالة ومنه كان مبعث النبوة، ومن يتولى أمره وإدارة شؤونه تكون له صفة شرعية باعتباره صاحب الحرمين الشريفين. كان لتردي الأوضاع السياسية في الخلافة العباسية وتسلط الأتراك ، اثر على التطورات السياسية في الحجاز ، حين استغلت العلويين ضعف الخلافة العباسية وانشئوا اسر حاكمة عرفت بأسر الأشراف – من ذرية الإمامين الحسن والحسين عليهما السلام – من بين هذه الأسر كانت أسرة آل قتادة الحسنية والتي نشأت في بداية القرن 6هـ/13م في الوقت الذي كانت كلتا الدولتين العباسية والأيوبية تسيران نحو الأفول ، إذ تمكن هذه أسرة من فرض نفوذها على الحجاز .تنافست القوى المسيطرة على العالم الإسلامي – الخلافة العباسية والخلافة الفاطمية - اذ حاول كل منهما أن يمد نفوذه إلى الحجاز وقد تبادل الطرفين السيادة على الحجاز وفقاً لتطورات الأحداث في كلتا الخلافتين . حتى حسم الأمر للخلافة العباسية حين تمكن السلاطين الأيوبيين ممثلي الخلافة العباسية بعد إسقاطهم الخلافة الفاطمية من بسط نفوهم الى الحجاز.وبعد قيام دولة المماليك في مصر عمل سلاطينها باعتبارهم محيي الخلافة العباسية العمل على مد نفوذها على الحجاز لإعطاء حكمهم شرعية دينية مستغلين عدم اهتمام المغول بشأن الحجاز بسبب وثنيتهم ، لكن الرسوليين في اليمن نافسوا المماليك على الحجاز ،فستغل أشراف الحجاز من آل نمي ذلك التنافس في الحصول على مكاسب من الطرفيين . إلا أن سياسة الأشراف المتمثلة في استغلال المنافسة بين المماليك والرسولين على الحجاز لم تجدي نفعاً في ظل تحسن العلاقات بين الطرفين. حيث لم تلق دعوة الأشراف في قرأت الخطبة في مكة للرسولين الاهتمام المتوقع من قبلهم ، لذا اخذ الشريف مكة المناوئ للمماليك في البحث عن قوة جديدة تقف في وجه المماليك وتعيده إلى زعامة الأشراف في مكة فوجد ضالته في قوة المغول الأيلخانيين بعد اعتناق ايلخانتها الإسلام وتشيع السلطان محمد خدابندا ايلجاتو والذي وجوه بأنظارهم شطر الحجاز لتأكيد انتمائهم للإسلام وللشعوب الإسلامية الخاضعة لهم. فرحب بشريف مكة حميضة بن أبي نمي المخلوع من قبل المماليك وأرسل معه قوة عسكرية لإرجاعه إلى حكومة مكة أن خروج الحجاز عن طاعة المماليك والدعوة من على منابر مكة للدولة الإيلخانية معناه فقدان المماليك مركز الزعامة في العالم الإسلامي لصالح غرمائهم المغول الأيلخانيين ، لذا بادر السلطان المملوكي بإرسال قوة في أواخر شهر ربيع الأول من سنة 718 هـ/ 1318 م، أوكل إليها مهمة إعادة مكة للحكم المملوكي، والقبض على الشريف حميضة المدعوم من قبل الأيلخانيين مما أدى حدوث تنافس مملوكي- ايلخاني لبسط النفوذ على الحجاز .