السلوك السادي في الشعر الجاهلي

عالجت الدراسات الاكاديمية التي قدمت مقاربات للشعر الجاهلي ، الكثير من الموضوعات ذات صلة وثيقة بعلم النفس لما للأخير من صلة وعلاقة وثيقة لا يمكن فصلها بأي شكل من الأشكال بالشعر كونه يصدر من مكنون النفس الانسانية ، بطرق مختلفة ومناهج متعددة ، ولكن يبقى الشعر الجاهلي المعين الذي لا ينضب من الثراء ، ويظل قابلاً للدراسة والبحث. وبما أن الادب وليد البيئة  ، بما فيها من قساوة و خشونة من جهة ، ونزعات قبلية وحروب دائمة من جهة اخرى ، فرضت على رجالها التحلي بصفات معينة تتناسب وتلك الظروف ، ليتسنى لنا التعاطي والتفاعل معها بصورة طبيعية ، فكان الادب الجاهلي بمختلف انواعه ، حافلاً بنصوص ادبية لأُناس عرفوا بشخصيات غريبة ، البعض منها ذات طابع عدواني ، كراهي، اجرامي ، كان لابد من الوقوف عندهم ومعرفة مدى انعكاس ذلك على نتاجهم . وهذا سبب رئيس ومهم لأن نخصص مثل هذه الدراسة ونحاول من خلالها قراءة ذلك النتاج على وفق ما يبوح به النص الشعري وما يحمله من مدلولات نفسية اجتماعية ، فكانت السادية موضوعاً خصباً في دراسة الشعر الجاهلي ، إذ حفلت الكثير من القصائد بأبيات شعرية ذات مضامين سادية ، ولم يقتصر البحث على مصطلح السادية بمعناها النفسي ذات طابع جنسي فحسب  ، بل تعداه لتشتمل الدراسة مضامين اخرى للسلوك السادي ، يبدأ البحث بالتمهيد يوضح معنى السادية لغة واصطلاحاً ، وجذوره التاريخية ، ثم أقسام السادية وأسبابها في ضوء ما وجدناه في القصائد الجاهلية ، ولم يكن اختيار النصوص ضمن مجموعة معينة من الشعراء ، بل تعداه ليشمل طبقات المجتمع الجاهلي الثلاث ، كون إن السادية لم تقتصر على فئة دون الاخرى ، ثم ختم البحث بمجموعة من النتائج التي تمخض عنها البحث مع ذكر قائمة المصادر والمراجع.