المهيمنات الأسلوبية في همزية الحطيئة

   إنَّ همزية الحطيئة واحدة من قصائد الشعر العربي التي أخذت طابعاً متميزاً بمهيمناتها الأسلوبية المتفردة منها والمتداولة ، فقد حقق فيها صاحبها رسالته الاعتذارية ، وهي تحمل قيم إنساننا العربي التي استمدها من أصالة العرب ، ومن دينهم الحنيف ، ولاسيما في الأخلاق الحميدة وكرمٍ النفس والإيثار والاعتراف بالخطأ , كما أنَّها اتسمت بطوابع أسلوبية مائزة  في استعمال الشاعر لأنساق متنوعة منها الإيقاع الذي طوَّعه في خدمة المضمون الشعري والحالة النفسية التي كان يعيشها ، بينما نسق التركيب منحه طاقة انزياحية ؛ ليكثِّف من شعرية النص وحمله دلالات عبَّر بها عمَّا يعتريه من أسف وعتاب ، يقابله مديح لمن هم أهل لذلك بأنساق تركيبية متعددة ، منها :الاستفهام والشرط والتقديم لضرورات إبلاغية وبلاغية، أما النسق الدلالي ، فقد كان الأوفي في تعابيره النسقية التي أثبت عن طريقها أنَّ القصيدة حملت أبعاداً دلالية متعددة بفضل أساليبه المتفردة منها والمتداولة كالأنساق البيانية، ونسق الثبات والتحول بالجمل الاسمية والفعلية ، كما حقق بعض الدلالات المضمونية بنسق الموازنة بالتضاد ، فأوجز عباراته بتلك الأساليب محققاً نصاً يستحق الدرس والقراءة .