الأوبئة: من التفسير الغيبي إلى التفسير العلمي

إن هذه الدراسة تنطلق من محاولة تبيان التطور التاريخي للأوبئة نحو التفسير العلمي، او بعبارة أخرى الإجابة عن اشكال نصه كالآتي: كيف تم التوصل إلى تفسير علمي للأوبئة خلال نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين؟ اما جغرافيا فقد فَرضت علينا طبيعة البحث عدم التقيد برقعة جغرافية محددة، ولكن عندما نكون مجبرين بإعطاء امثلة فلقد قمنا، وبشكل مقصود، بالتركيز على كل من العراق والمغرب. وفي اجابتنا عن ذلك الأشكال وما يحيط به من ضوابط، قسمنا البحث إلى ثلاث نقط رئيسية؛ بينا في الأولى المقصود بالوباء والتحولات الديموغرافية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية الناتجة عنه، وكيف ان وقعها يفوق ما يحصل الان جراء وباء كرونا. تلك التحولات افرزت لنا العديد من وجهات نظر في تفسير الوباء، صنفنا في النقطة الثانية تلك النظرات إلى اتجاه يغلب عليه الطابع الغيبي، يُرجع الأمور إلى عدم رضا الله عن الانسان، ووجدنا ان هذا الاتجاه يرفض حتى محاولة الوقاية من الوباء؛ في مقابله اتجاه ثاني يقوم بكل ما يلزم للوقاية، آخذا بمبدأ الاحتراز. وفي إطار هذا الخلاف الفكري، بينا في النقطة الثالثة الطريق التي سلكها الطب ليتوصل إلى تفسير علمي للأوبئة مفاده: ان هنالك علاقة تربط بينها وبين الحيوانات، تنتقل للإنسان عبر حشرات.