مفهوم العشق عند الفلاسفة وموقف المتكلمين

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدى العباد لمحبّته وجذب قلوبهم لعشقه   والصلاة والسلام على سيدنا محمد ترياق العشاق ومنبع الأشواق وعلى آله وأصحابه الآفاق إلى يوم التلاق . وبعد: يسعى البحث لتقصّي مفهوم العشق عند مدرستين : 1- مدرسة الفلاسفة : التي نظرت إلى العشق من زاوية الحس المحدود المُتخبّط تحت ربقة الوهم والخيال الذي صيّرَ العِشقَ لهم : تارةً بأنَّهُ ميلان النفس إلى حبّ اللذّاتِ الجسمانيّة ، وتارةً بأنّهُ صورة من السيلان الساري في الموجودات ، وتارةً بأنّهُ القصد نحو الموجود الأكمل الذي هو الرب عندهم ؛ لكنّهم مع كل هذه الجوانب والمراحل الاعتقاديّة إلّا أنَّهم أساءوا للرب حين وصفوه بأنَّهُ لا يملكُ من الإرادة والفعل ما يجعله مُتصرّفاً في الكون !!! . 2- مدرسة المُتكلمين : المُتمثّلة بأهل العرفان المُتمسكينَ بركنِ الإحسان ، والناقدين بدليل الحركة المُستقيمة والمُستديرة قول الفلاسفة بأزليّة بعض العناصر وبما تقتضي المسبوقيّة بالغير . هدف البحث : حاولنا استيعاب أغلب الآراء التي تصبُّ في محتوى المفهوم العام والخاص للعشق وإبراز المَفاهيم المعرفيّة ، ومن ثَمَّ توظيفها في حياتِنا كي تسمو بها النفوس وتعلو به الهِمم إلى معارج أهل الفهم .