الأثر الاجتماعي لثقافة الفقر في المجتمع العراقي

يدور موضوع البحث حول الاثر الاجتماعي لثقافة الفقر في المجتمع العراقي , بعدما تناولت العديد من الدراسات الاجتماعية والأنثربولوجية والاقتصادية ظاهرة الفقر التي تعتبر إحدى المشكلات الاجتماعية الصعبة التي تهدد الاستقرار الاجتماعي , إلا أن مفهوم ثقافة الفقر لم يحظى بالأهتمام على الرغم من الأهمية الكبيرة لهذا المفهوم الأنثروبولوجي الذي أهتم بدراسته الباحث الامريكي اوسكار لويس والذي يعني إن الناس الذين يعيشون في كنف الفقر تنطبع سماتهم وخصائصهم وسلوكهم وشعورهم بقيمتهم داخل المجتمع , وفقدانهم القدرة على الحراك الاجتماعي , هذه السلوكيات الاجتماعية وإن كانت تجعل الفقراء يعيشون مع فقرهم بشكل ما إلا أنها تعمل مع الزمن على تكريس فقرهم , في حين يرى بعض الانثربولوجين أنها ثقافة فرعية تنتقل من جيل الى جيل أخر , وعندما تغزو هذه الثقافة سطح المجتمع تؤثر على أطفاله الذين يكتسبون القيم والسلوكيات الأساسية التي ينقلها لهم الوسط الاجتماعي مما يؤدي الى أحساسهم بالعجز وعدم التواصل مع إفراد المجتمع . ولقد توصلت الدراسة  الحالية إلى مجموعة من الأستنتاجات نذكر أهمها : 1-تأثير ثقافة الفقر على الأطفال في المجتمع العراقي سيكون من خلال اكتسابهم القيم والعادات والمعتقدات والسلوكيات الاجتماعية الخاطئة التي تؤدي الى انعزالهم وعدم أندماجهم الاجتماعي مع أفراد المجتمع . 2-أن الحروب والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تعرض لها المجتمع العراقي أدت إلى تردي المستوى المعيشي والكثير من الخدمات والرعاية الاجتماعية للأسر الفقيرة ساهمت في تهميش الدور الأجتماعي والثقافي لهم . وفي ضوء الأستنتاجات التي خرجت بها الدراسة الحالية  وضعت الباحثة مجموعة من التوصيات التي من شأنها التقليل من حدة هذه الظاهرة ونذكر منها : 1-تحسين وتطوير المستوى الصحي والتعليمي والثقافي للفقراء من خلال تطبيق وتفعيل قانون الضمان الاجتماعي , والتكافل الاجتماعي الذي يقلل التفاوت بين الرجال والنساء الفقراء , وبين طبقات المجتمع المختلفة في توزيع الثروة والدخل والذي يوفر لهم الحماية والرعاية الاجتماعية داخل المجتمع العراقي . 2-وضع خطة تنموية في مواجهة ومكافحة أسباب تفشي ظاهرة الفقر من قبل الدولة والمنظمات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتقليل ومعالجة مشكلة الفقر في المجتمع العراقي