العِمارة المَدَنيّة لِمدينةِ بابِل في العصرِ البابِلي الحَديث(627-539ق.م) في ضوءِ الإشاراتِ التأريخية

كان للإشارات التأريخية، سيما الكِتابات الملكية في العصرِ البابِلي الحديث(627-539ق.م)، وكتابات المؤرخين القدماء، دوراً مهماً في توضيح صورة عِمارة مباني مدينة بابِل، إذ عانت تلك المدينة مِن تهدم وإختفاء الكثير مِن معالِمِها العِمارية، سيما الأدوار البنائية، التي تقبع تحت مستوى المياه الجوفية. وقد إتسمت الكثير مِن الإشارات التأريخية الملكية بالمصداقية، بسبب معاصرتها لفترة الحدث العِماري، فضلاً عن توثيقها، مِن قِبَل صاحب الإنجاز البنائي، عكس ما جاء في بعض الإشارات التأريخية، للمؤرخين القدماء(الكلاسيكيين اليونان والرومان)، التي إتسمت بضعف الإسناد، لِمّا تخللها مِن صيغ المبالغة والخيال، وفي بعض الأحيان، إختلاق صور جمالية، لِعمائر وأحداث لا وجود لِما يُثبِتُها على أرض الواقع، بسبب إنبهار آولئك المؤرخين، بالرقي الحضاري الخالد لمدينة بابِل. وعلى الرغمِ مِن ضعف الإسناد في بعض كِتاباتِهِم، إلا أنّ بعضَ إشاراتِهِم، والمنقولة أغلبها عن طريق الرواية، ساهمت في رسم جزء مِن المشهد العماري لِمدينةِ بابِل